“عيون مغلقة على اتساعها”: تحفة سينمائية أودت بحياة مُخرجها بسبب فضحه الماسونية

فيلم “عيون مغلقة على اتساعها” (Eyes Wide Shut)، الصادر عام 1999، للمخرج الأسطوري ستانلي كوبريك، تحفة سينمائية غامضة ومثيرة للجدل، ويُعد آخر أعماله قبل وفاته.
عيون مغلقة على اتساعها (Eyes Wide Shut)، من بطولة الزوجان حينها توم كروز ونيكول كيدمان، ويقدم الفيلم استكشافًا عميقًا ومثيرًا للقلق عن طبيعة الزواج، الرغبة، الإخلاص، والمجتمع السري للنخبة.
وفاة كوبريك والتكهنات حولها
الفيلم لم يقتصر على الإثارة والغموض، التي تضمنتها مشاهده ولقطاته، بل زادت من إثارة ما تواتر حول وفاة مخرجه ستانلي كوبريك المفاجئة قبل أيام قليلة من العرض الرسمي له .
هذه الوفاة قد أثارت تكهنات واسعة النطاق، خاصةً بين المؤمنين بنظرية المؤامرة، حيث ربط البعض وفاته بمحتوى الفيلم الذي وصف بأنه “يفضح” ممارسات سرية لجمعيات النخبة والمجتمعات الماسونية.
زعم البعض أن كوبريك ربما تعرض للتصفية بسبب كشفه لأسرار خطيرة، بينما يرى آخرون أن هذه التكهنات لا أساس لها من الصحة وأن وفاته كانت طبيعية عن عمر يناهز السبعين.
زواج كروز وكيدمان
كان للفيلم أيضًا تأثير كبير على حياة أبطاله، حيث اعتُبر سببًا في انفصال توم كروز ونيكول كيدمان، اللذين كانا متزوجين حينها.
على الرغم من أن كيدمان أكدت في مقابلات لاحقة أن تصوير الفيلم لم يكن سبب طلاقهما، إلا أن طبيعة الفيلم المعقدة ومشاهده الجريئة،
التي تتناول الغيرة والخيانة، أدت إلى تكهنات بأن العمل الفني انعكس على علاقتهما الشخصية.
فقد وقع الطلاق بعد فترة وجيزة من عرض الفيلم، مما عزز الاعتقاد لدى الكثيرين بأن هذا الفيلم كان بمثابة النقطة التي أدت إلى نهاية زواجهما، الذي كان معروفا أنه مغمورا بالسعادة.

ملخص فيلم ” عيون مغلقة على اتساعها”
يبدأ الفيلم بتقديم الزوجين، الدكتور ويليام “بيل” هارفورد (توم كروز) وأليس هارفورد (نيكول كيدمان)،
وهما يعيشان حياة تبدو مثالية في مدينة نيويورك مع ابنتهما هيلينا.
زوجين سعيدين وناجحين، يعيشان في شقة فخمة في مانهاتن.
يحضر الزوجان حفل عيد ميلاد فاخر يستضيفه أحد مرضى بيل الأثرياء، وهو فيكتور زيغلر (سيدني بولاك) .
في هذا الحفل، تبدأ الشروخ بالظهور في واجهة زواجهما المثالية.
بيل يغازل عارضتي أزياء شابتين، بينما يلاحقهما رجل كبير السن.
بينما أليس تُغازل من قبل رجل مجري ثري يغازلها ويلمح إلى إعجابه الشديد بها، ويحاول إغوائها لإقامة علاقة معه وترك زوجها.
أثناء حديثه مع عارضتي الأزياء، يُستدعى بيل فجأة إلى غرفة بالدور العلوي لمساعدة ماندي،
وهي امرأة شابة كانت تتعاطى المخدرات وتناولت جرعة زائدة أثناء ممارستها الجنس مع زيغلر.
ينجح بيل في إنقاذ حياتها، لكن الحادثة تترك أثراً في نفسه.
في نفس الحفلة يصادف بيل زميله القديم في كلية الطب، نيك نايتنغيل (تود فيلد)، الذي ترك الكلية ويعمل الآن عازف بيانو محترف.
بداية الرحلة المظلمة
بعد عودتهما إلى المنزل من الحفل، وهما يدخنان الماريجوانا،
يدور حديث صريح بين بيل وأليس.
تعترف أليس بأنها فكرت ذات مرة في ترك بيل وابنتهما من أجل ضابط بحري قابلته أثناء إجازة الصيف الماضي.
تتحدث عن تخيلاتها الجنسية الصادمة لبيل، وتصف كيف أنها كانت ستخونه معه لو سنحت الفرصة، وكيف أنها شعرت بالرغبة الشديدة تجاهه.
هذا الاعتراف يُصدم بيل تمامًا ويهز ثقته في زواجهما وفي مفهومه عن الإخلاص. ينتابه شعورا بالغيرة والإهانة الشديدة، وتنقلب ليلته إلى كابوس يقظ.
رحلة الاكتشاف الجنسي والتهديد
بعد الاعتراف، يُستدعى بيل إلى منزل مريض آخر توفي للتو.
هناك، تعرض عليه ابنته الشابة، ماريون (ماري ريتشاردسون)، حبها وتحاول إغراءه.
يرفض بيل عرضها ويغادر، لكن عقله يكون قد انفتح على عالم من الرغبات المكبوتة والخيانات المحتملة.
ينطلق بيل في رحلة ليلية غريبة عبر شوارع نيويورك، مدفوعًا بالغيرة والرغبة في استكشاف هذا العالم المظلم الذي كشفت عنه أليس.
بعد ذلك يواجه سلسلة من اللقاءات المثيرة للريبة،
تكون البداية مع المومس دومينو (فينا ريد) والتي تصطحبه إلى شقتها ،
ليقضي بعض الوقت معها لكنه لا يكمل الأمر ويمنحها 150 دولارا.
أثناء عودته إلى المنزل، يتعرض بيل لمضايقة من قبل مجموعة من الشباب الذين يبدو أنهم يحاولون سرقته.
بعد ذلكيتذكر بيل زميله نيك نايتنغيل، الذي أخبره عن مكان عمله ليذهب إليه
يلتقي بيل بزميله في الملهى الذي يعمل به ، لكن سرعان ما تأتي مكالمة هاتفيه لنيك نايتنغل، للعمل في حفلة خاصة يعزف فيها البيانو معصوب العينين .
يحكي نيك لبيل أنه أثناء إحدى هذه الحفلات لم تكن عصابة العين مربوطة بشكل جيد ـ ما سمح له بؤية أشياء وطقوس غريبة، منها وجود عدد هائل من الفاتنات .
يطلب بيل منه أن يصطحبه إلى هذا الحفل ، لكن نيك يرفض بسبب السرية ، لكنه يقوم بإعطاء بيل العنوان وكلمة المرور الحفل الغامض.
يذهب بيل إلى متجر أزياء لإيجار زي تنكري، ويكتشف أن صاحبه، ميليتش (راده شيربيغيا)،
يدير أيضًا تجارة دعارة سرية مع ابنته المراهقة. يشهد بيل مشهدًا غريبًا حيث يهدد ميليتش رجلين كانا مع ابنته.
الحفل السري المقنع
يتوجه بيل إلى القصر الفخم الذي أشار إليه نيك، ويدخل الحفل المقنع باستخدام كلمة المرور “فيدليو” (Fidelio).
هذا الحفل هو تجمع سري للنخبة الثرية، يرتدون الأقنعة والأزياء الغريبة، ويشاركون في طقوس جنسية غامضة وممارسات عبادة شيطانية.
يرى بيل نساء عاريات يتجولن، ورجالاً ونساء يرقصون في طقوس غريبة.
يشعر بيل بالغرابة والخوف، ويجد نفسه في عالم لا ينتمي إليه.
في ذروة الحفل، تظهر امرأة مقنعة (يتضح لاحقاً أنها ماندي، الفتاة التي أنقذها في حفل زيغلر) ،
تحذره من الخطر وتطلب منه المغادرة، قائلة: “اذهب الآن، قبل أن تتعرض للخطر”.
يُكتشف أمر بيل من قبل المنظمين، ويُطلب منه خلع قناعه.
يُواجه من قبل رجل يرتدي رداءً أحمر وقناعًا ذهبيًا (زعيم الطائفة)، الذي يستجوبه ويهدده.
أثناء استجوابه ورفع القناع عن وجهه، تتدخل المرأة المقنعة (ماندي) وتعلن استعدادها لتحمل العواقب من أجل بيل،
مما ينقذه من موقف خطير.
يُجبر بيل على مغادرة الحفل، ويُطارد من قبل رجل يبدو وكأنه يراقبه.
البارانويا والبحث عن الحقيقة
بعد مغادرة الحفل، يعيش بيل حالة من البارانويا والخوف. يحاول تتبع الأحداث التي مر بها والبحث عن إجابات:
يعود بيل إلى شقة دومينو، لكنه يجد زميلتها في السكن تخبره بأن دومينو أُصيبت بفيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز” (HIV) وأنها غادرت.
نيك نايتنغيل يختفي: يحاول بيل الاتصال بنيك نايتنغيل، لكنه يكتشف أنه غادر الفندق فجأة، مما يثير شكوكه حول سلامته.
تحذيرات متزايدة: يجد بيل رسالة تحذير مجهولة في صندوق بريده تطلب منه التوقف عن التحقيق.
مقتل ماندي: يرى بيل خبرًا في الجريدة عن وفاة ماندي،
الفتاة التي أنقذها في حفل زيغلر والتي حذرته في الحفل المقنع،
نتيجة لجرعة زائدة من المخدرات. يشتبه في أن وفاتها ليست مجرد صدفة.
مواجهة زيغلر: الكشف عن الحقيقة (جزئياً)
يذهب بيل لمواجهة فيكتور زيغلر في قصره.
يعترف زيغلر بأنه كان حاضرًا في الحفل المقنع وأن المجتمع السري هو جزء من عالم النخبة التي ينتمي إليها.
يخبر زيغلر بيل بأن ما حدث كان مجرد “مزحة” لترويعه وإجباره على الصمت،
وأن نيك نايتنغيل بخير وعاد إلى سياتل. يدعي زيغلر أن وفاة ماندي كانت نتيجة طبيعية لتعاطيها المخدرات، وينفي أي تورط للمجتمع السري في وفاتها.
يُلمح زيغلر إلى أن بيل قد دخل عالمًا ليس له وأن من الأفضل له أن ينسى كل ما رآه.
يدرك بيل أن زيغلر يتلاعب به، وأن هناك حقائق أعمق وأكثر ظلمة لا يرغب زيغلر في الكشف عنها.
مواجهة الحقيقة والقرار
يعود بيل إلى المنزل، منهكًا نفسيًا وجسديًا، ويجد أليس نائمة وبجوارها القناع الذي ارتداه في الحفل.
هذا الاكتشاف يزيد من قلقه. عندما تستيقظ، يبكي بيل ويعترف لها بكل ما مر به خلال الليلتين الماضيتين.
تستمع أليس إلى قصته، ويُظهر الفيلم لحظة ضعف حقيقية لبيل،
حيث ينهار أمام زوجته بعد رحلة كشفت له عن جوانب مظلمة في المجتمع وفي نفسه.
“علينا أن نمارس الجنس“
في المشهد الأخير، يتسوق بيل وأليس وابنتهما هيلينا في متجر ألعاب.
تبدأ أليس بالتفكير بصوت عالٍ حول مستقبلهما كزوجين بعد كل ما حدث.
تدرك أن ما مروا به، خاصة اعترافها وتجارب بيل،
قد هز أسس علاقتهما ولكنه في نفس الوقت أزال الأوهام حول حياتهما المثالية.
تختتم أليس حديثها بعبارة جريئة وصادمة: “الشيء الوحيد المتبقي لنا أن نفعله هو ممارسة الجنس.”
تعبر هذه الجملة عن رغبتها في إعادة بناء العلاقة على أساس من الصدق، والتجاوز عن الخيال إلى الواقع،
وتقبل طبيعتهما البشرية المعقدة، بما فيها من رغبات وظلال.
إنها دعوة للتجديد والتقارب الجسدي والنفسي كطريقة لإعادة الاتصال والخروج من دوامة الأوهام والخيانة المتخيلة.

دلالات وتفسيرات فيلم “عيون مغلقة على اتساعها”
فيلم “عيون مغلقة على اتساعها” غني بالرمزية والتفسيرات المتعددة:
- العيون المغلقة على اتساعها: العنوان يشير إلى فكرة أننا نعيش في عالم نرى فيه الكثير، لكننا نختار أن نغمض أعيننا عن الحقائق المزعجة أو الجوانب المظلمة في حياتنا أو في المجتمع المحيط بنا. بيل وأليس كانا “مغمضي العينين” عن دواخلهما ورغباتهما الحقيقية وعن حقيقة المجتمع المخفية.
- النخبة السرية: يعرض الفيلم لمحة عن عالم خفي للنخبة الثرية، التي تتمتع بقوة ونفوذ كبيرين، وتشارك في طقوس غامضة وغير أخلاقية خلف الأبواب المغلقة،
بعيداً عن أعين عامة الناس والقانون. يمكن تفسير هذا على أنه نقد لفساد السلطة والثراء.
- طبيعة الزواج والإخلاص: يتناول الفيلم بشكل جريء مفهوم الإخلاص الزوجي، وكيف يمكن أن تهز الأفكار والتخيلات الجنسية، حتى غير المتحققة، أسس العلاقة.
يستكشف الفيلم الحدود بين الواقع والخيال في العلاقات الإنسانية.
- الهوية والأقنعة: تلعب الأقنعة دوراً رمزياً كبيراً في الفيلم، حيث تعكس فكرة أن الناس يرتدون أقنعة في حياتهم اليومية،
يخفون وراءها ذواتهم الحقيقية ورغباتهم المكبوتة.
في الحفل، تُرفع الأقنعة الجسدية لكن الأقنعة النفسية تظل موجودة.
- الطبيعة البشرية المظلمة: يغوص الفيلم في أعماق النفس البشرية، ويكشف عن الجوانب المظلمة للرغبة والغيرة والفضول،
وكيف يمكن أن تدفع هذه الدوافع الأفراد إلى مواقف خطيرة.
- هل كان حلماً؟ أحد التفسيرات الشائعة للفيلم هو أن كل مغامرات بيل الليلية كانت مجرد حلم أو كابوس،
نتيجة لاضطرابه النفسي بعد اعتراف أليس. ومع ذلك، لا يقدم الفيلم إجابة قاطعة، مما يترك المجال للتأويل.
يُعد “عيون مغلقة على اتساعها” فيلمًا معقدًا ومثيرًا للتفكير،
يعكس براعة كوبريك في استكشاف النفس البشرية والمجتمع بطريقة فريدة ومثيرة للجدل، ويترك المشاهد يتساءل عن الكثير بعد انتهائه.
فضح الماسونية
هناك تكهنات وتفسيرات واسعة تربط فيلم “عيون مغلقة على اتساعها” بممارسات الماسونية أو المجتمعات السرية المشابهة،
ويُقال إن ستانلي كوبريك حاول فضح هذه الممارسات من خلال الفيلم.
إليك أبرز النقاط التي تدعم هذا التفسير:
المحفل السري والطقوس الغامضة: المشهد المحوري في الفيلم هو الحفل التنكري في القصر الفخم،
حيث تتجمع النخبة الثرية في طقوس غريبة ومليئة بالرموز الجنسية وعبادة الشيطان.
هذه الأجواء السرية، مع استخدام الأقنعة والأردية، والتسلسل الهرمي الواضح (الرجل ذو الرداء الأحمر والقناع الذهبي)،
تُوحي بقوة بأنها تمثل محفلاً سرياً مشابهاً للمحافل الماسونية أو مجتمعات “المتنورين” (Illuminati) التي يُعتقد أنها تسيطر على العالم سراً.
الرمزية البصرية:
الأقنعة: تُعد الأقنعة رمزًا رئيسيًا للإخفاء والانتماء السري،
حيث يخفي المشاركون هوياتهم الحقيقية خلفها،
مما يعكس فكرة أن هؤلاء الأشخاص يمارسون حياتهم المزدوجة.
النجوم السداسية (نجمة داود): في بعض المشاهد، وخاصة في القصر،
يُشير البعض إلى وجود نجوم سداسية معلقة،
وهي رمز يرتبط بالماسونية في بعض التفسيرات.
العين الواحدة (العين الكلية): على الرغم من أن هذا الرمز غير صريح في الفيلم،
إلا أن بعض المحللين يربطون اسم الفيلم “عيون مغلقة على اتساعها” بهذا الرمز، حيث أن العين الكلية هي رمز معروف للماسونية والمتنورين.
يُزعم أن بوستر الفيلم نفسه كان يحتوي على إيحاءات لعين واحدة في صورة نيكول كيدمان.
اللغة العكسية والطقوس: الكلمات التي يتلوها الكاهن في الحفل المقنع قيل إنها عبارة عن نصوص دينية (خاصة من الأرثوذكسية الرومانية) تُتلى بالمقلوب،
مما يُشير إلى طقوس شيطانية أو مضادة للدين،
وهي ممارسات تُنسب في نظريات المؤامرة إلى بعض المجتمعات السرية المتطرفة.
العلاقة بين كوبريك والماسونية
هناك شائعات وتكهنات بأن ستانلي كوبريك نفسه كان عضواً في الماسونية، أو كان على دراية عميقة بممارساتها.
ويُقال إن الفيلم كان محاولته لفضح هذه الأسرار، وأن هذا الفضح قد يكون أحد الأسباب وراء وفاته المفاجئة بعد فترة وجيزة من اكتمال الفيلم،
وفقًا لبعض نظريات المؤامرة.
ومع ذلك، لا يوجد دليل قاطع يدعم هذه المزاعم، ووفاته الرسمية كانت لأسباب طبيعية.
طبقة النخبة والسيطرة: يصور الفيلم طبقة النخبة الثرية على أنها مجموعة مترابطة وقوية،
قادرة على إخفاء أفعالها والتلاعب بالحقائق (مثلما يفعل زيغلر مع بيل).
هذا يتوافق مع فكرة أن المجتمعات السرية تتحكم في خيوط السلطة والاقتصاد.
هل الفيلم يفضح الماسونية حقاً؟
بينما تُقدم هذه التفسيرات رؤية مثيرة للجدل، من المهم الإشارة إلى أن كوبريك لم يُصرح علناً بأن الفيلم يهدف لفضح الماسونية أو أي منظمة سرية بعينها.
بدلاً من ذلك، الفيلم يستلهم من رواية “حكاية حلم” (Traumnovelle) لأرتور شنيتزلر، والتي تستكشف جوانب الرغبة والإخلاص والطبقات الاجتماعية.