رواية

مدام بوفاري لجوستاف فلوبير.. ملخص أشهر قصة حب في الأدب الفرنسي

الأدب الفرنسي غني بالعديد من قصص الحب العميقة والمؤثرة، وتعد رواية مدام بوفاري لجوستاف فلوبير من أشهر الأعمال في هذا المضمار ، فهي من العلامات الفارقة  لتركيزها على الحب والعواطف الإنسانية المتشابكة.

رواية “مدام بوفاري” (Madame Bovary) للكاتب الفرنسي الكبير جوستاف فلوبير، نُشرت عام 1856، ليست مجرد قصة عن امرأة خائنة، بل هي دراسة نفسية عميقة وشديدة الواقعية لحياة إيما بوفاري.

وبطلة القصة هي إيما بوفاري، وهي امرأة شابة غارقة في أحلام الرومانسية الوردية المستوحاة من الروايات التي تقرأها، والتي تصطدم بقسوة الواقع الرتيب والممل.

هذه الرواية علامة فارقة في الأدب الواقعي والنقدي، حيث ينتقد فلوبير من خلالها الأوهام الرومانسية، وضيق الأفق البرجوازي، وخواء الحياة الريفية في فرنسا خلال القرن التاسع عشر.

الرواية  ألهمت السينما العالمية، حيث  اقتبست بفيلم يحمل نفس الاسم مدام بوفاري في 1949،  من إخراج فنسنت مينيلي وبطولة جينيفر جونز وجيمس ماسون.

هذا الفيلم يعتبر من كلاسيكيات السينما، وقد حاز على إعجاب النقاد لتقديمه تصويرًا دراميًا مؤثرًا للقصة.

كما  اقتبست السينما العالمية أحداث الرواية وقدمت مدام بوفاري في عام 2014 في فيلم أحدث من إخراج صوفي بارتيس، وبطولة ميا واسيكوسكا.

هذا الفيلم يقدم رؤية معاصرة للرواية، ويتميز بأسلوبه البصري الجميل وأداء ميا واسيكوسكا لدور إيما بوفاري.

شخصيات  رواية “مدام بوفاري” لجوستاف فلوبير

إيما بوفاري (Emma Bovary)

هي الشخصية المحورية في الرواية، “مدام بوفاري” نفسها.

إيما هي امرأة جميلة وحساسة، لكنها غارقة في الأوهام الرومانسية التي غذتها قراءاتها للروايات في شبابها. تحلم بحياة مليئة بالحب الجارف، الثراء، الفخامة، والمغامرات المثيرة، وتتخيل أن سعادتها تكمن في تجسيد هذه الأحلام في الواقع.

 وإيما لديها تصورات غير واقعية عن الحب والزواج، وتتوقع أن يكون زوجها فارسًا نبيلًا وحياتها مليئة بالإثارة.

وهي ساذجة وغير عملية،  مفتقرة إلى الفهم العملي للمال والحياة، وتتخذ قرارات متهورة مبنية على العاطفة لا على المنطق.

شارل بوفاري (Charles Bovary)

زوج إيما، وهو طبيب ريفي بسيط، طيب القلب، ولكنه أحمق ومحدود الأفق وغير طموح.

يحب إيما حبًا عميقًا ومخلصًا، ولكنه لا يستطيع فهمها أو تلبية احتياجاتها العاطفية أو الفكرية.

 وشارل ساذج وعميق الإخلاص،  لا يرى عيوب إيما، ويعتقد أنها مثالية.

يظل مخلصًا لها حتى بعد موتها واكتشاف خياناتها.

رودولف بولانجي (Rodolphe Boulanger)

أول عشيق لإيما، وهو مالك أراضٍ ثري، وسيم، وخبير في الإغواء. يمثل بالنسبة لإيما صورة الفارس المغامر الذي طالما حلمت به.

وردولف ماكر ومخادع،  يتلاعب بكلماته ومشاعره ليوقع بإيما، لكنه لا يحبها حقًا.

ليون ديبوي (Léon Dupuis)

العشيق الثاني لإيما، وهو كاتب عدل شاب، حالم وشاعري، ولكنه ضعيف الشخصية وغير ناضج.

 وليون يشبه إيما في طموحاته، و يشاركها حب الفن، الموسيقى، والأدب، ويشعر بالملل من حياة يونفيل.

مدام بوفاري
الكاتب الفرنسي جوستاف فلوبير

الشخصيات الثانوية المؤثرة

السيد أومي (Monsieur Homais)

صيدلي يونفيل، وهو شخصية مبجلة لذاتها، ثرثار، ومتبجح. يمثل العقلانية الزائفة، التقدم العلمي المحدود، ومعاداة الدين.

غرور ومتغطرسة،  يعتبر نفسه مثقفًا ومفكرًا، ويحب أن يتحدث عن العلم والفلسفة.

مدافع شرس عن مبادئه العلمانية ، لكنه يبحث عن الشهرة والجوائز بأي وسيلة.

السيد لورو (Monsieur Lheureux)

التاجر المرابي في يونفيل، وهو شخصية انتهازية، ماكرة، ومخادعة.

استغلالي، ينتهز سذاجة إيما واحتياجها للمال ليغرقها في الديون.

بيرت بوفاري (Berthe Bovary)

ابنة إيما وشارل. طفلة بريئة ومهملة.

مهملة، إذ أن إيما لا توليها الاهتمام الكافي، وتفضل أحلامها الرومانسية على دورها كأم.

وهي الضحية البريئة الأخرى لأنانية إيما.

ينتهي بها المطاف يتيمة وفقيرة.

والد إيما (Monsieur Rouault)

والد إيما، فلاح بسيط يحب ابنته.

طيب القلب وساذج،  لا يفهم تعقيدات شخصية ابنته أو مشاكلها.

يحب إيما: يظهر حبه لابنته من خلال موافقته على زواجها الذي يظنه سيجلب لها السعادة.

جستن (Justin)

مساعد السيد أومي في الصيدلية، شاب خجول يقع في حب إيما سرًا.

شاب غير ناضج ومغرم: يعجب بإيما ويخجل من مشاعره.

يقع ضحية لتلاعب إيما به عندما تطلب منه مفتاح المخزن للحصول على الزرنيخ.

موضوعات رواية مدام بوفاري لجوستاف فلوبير  

تُعد رواية مدام بوفاري لجوستاف فلوبير تحفة فنية تتجاوز كونها قصة للسرد، إذ تغوص في أعماق النفس البشرية والمجتمع، وتتناول مجموعة واسعة من الموضوعات المعقدة والعميقة التي لا تزال ذات صلة حتى يومنا هذا.

الوهم والرومانسية الزائفة  (Illusions and False Romanticism)

هذا هو الموضوع المركزي في الرواية.

إيما بوفاري هي تجسيد حي لتأثير الأوهام الرومانسية التي تغذت عليها من قراءاتها للروايات العاطفية في شبابها.

 لقد بنت حياتها وتوقعاتها على أساس هذه الخيالات، متجاهلة واقع الحياة العادي.

التوقعات غير الواقعية: تتوقع إيما أن يكون الحب حارقًا وعاصفًا، والزواج مغامرة مثيرة، والحياة مليئة بالفخامة. عندما تصطدم هذه التوقعات بملل الحياة الزوجية مع شارل، تشعر بخيبة أمل عميقة.

الهروب من الواقع: تحاول إيما الهروب من واقعها البائس من خلال العلاقات الغرامية الفاشلة، والتبذير، والأحلام اليقظة، مما يدفعها نحو الدمار.

نقد فلوبير للرومانسية: يهدف فلوبير من خلال إيما إلى نقد الآثار السلبية للرومانسية المبالغ فيها التي لا تستند إلى الواقع، وكيف يمكن أن تقود الأفراد إلى الهاوية.

الصراع بين الفرد والمجتمع (Individual vs. Society)

تُبرز الرواية الصراع المستمر بين رغبات إيما الفردية وشعورها بالاختناق من قيود المجتمع البرجوازي الريفي في القرن التاسع عشر.

تواجه إيما مجتمعًا محافظًا وضيق الأفق (يونفيل) لا يقدم لها أي منفذ لطموحاتها الفنية أو العاطفية.

خيبة الأمل والملل  (Disillusionment and Boredom)

الموضوع المحوري الآخر هو الملل الوجودي وخيبة الأمل التي تعاني منها إيما.

لا يمكن لأي شيء في حياتها أن يرضي تطلعاتها.

قوة المال والاستغلال (The Power of Money and Exploitation)

تلعب الأموال والديون دورًا حاسمًا في مصير إيما.

فالتبذير والإسراف ببذخ  من جانب  إيما  على الملابس، الهدايا، وتكاليف علاقاتها الغرامية، مدفوعة برغبتها في الظهور بمظهر الطبقة الراقية والعيش كما قرأت في الروايات.

والسيد لورو (المرابي)  يعتبر رمزًا للجشع والاستغلال المالي.

 يستغل سذاجة إيما واحتياجها للمال ليوقعها في فخ الديون التي تدمرها في النهاية.

دور الأقدار والصدفة (Fate and Chance)

على الرغم من أن الرواية واقعية، إلا أن هناك لمحات من تأثير الأقدار والصدف في حياة إيما، خاصة في لقاءاتها مع عشاقها أو في لحظة انتحارها.

 فلوبير لا يلوم القدر بشكل مباشر، لكنه يظهر كيف تتشابك الأحداث والظروف لتشكل المصائر.

مدام بوفاري
الفيلم الفرنسي مدام بوفاري

الحب والشهوة (Love and Lust)

تستكشف الرواية أشكالًا مختلفة من الحب:

الحب المخلص والساذج: يمثله شارل، الذي يحب إيما حبًا نقيًا وبسيطًا دون فهمها حقًا.

الحب الرومانسي الوهمي: الذي تسعى إليه إيما في علاقاتها الغرامية، والذي يكون في الواقع مزيجًا من الشهوة، الملل، والرغبة في تحقيق خيالاتها.

الشهوة البحتة: يمثلها رودولف، الذي يرى إيما كفرصة لإشباع رغباته دون أي مشاعر حقيقية.

دور الفن والأدب (The Role of Art and Literature)

تقدم الرواية وجهين لدور الأدب:

الأدب السام: الروايات الرومانسية التي قرأتها إيما ساهمت في تضليلها وخلق توقعات غير واقعية دمرت حياتها.

الأدب النقدي والواقعي: على النقيض، رواية فلوبير نفسها هي عمل فني يهدف إلى كشف زيف الواقع والأوهام، مما يجعلها نقدًا لاذعًا للنوع الأول من الأدب.

الانتحار كوسيلة للهروب (Suicide as an Escape)

تختار إيما الانتحار كوسيلة أخيرة للهروب من العار، الإفلاس، وخيبة الأمل المطلقة.

هذا يبرز عمق يأسها وعدم قدرتها على مواجهة الواقع.

الانتحار ليس بطولة، بل هو نتيجة منطقية لسلسلة طويلة من الأوهام والقرارات الخاطئة.

سقوط المرأة في المجتمع (The Fall of Women in Society)

يمكن قراءة الرواية على أنها تعليق على وضع المرأة في القرن التاسع عشر، حيث كانت خياراتها محدودة، ومصيرها غالبًا ما يرتبط بالزواج والطبقة الاجتماعية.

 إيما، في سعيها للتحرر، تدفع الثمن غالبًا في مجتمع لا يغفر أخطاء المرأة بسهولة.

ملخص رواية “مدام بوفاري” لجوستاف فلوبير

تبدأ أحداث  الرواية بالتعريف بشارل بوفاري، وهو شاب أخرق ومتواضع الذكاء يدرس الطب بشق الأنفس.

بعد أن يفشل في امتحاناته ويتزوج من أرملة قبيحة وغنية لتغطية ديونه، يصبح طبيبًا ريفيًا في قرية يونفيل الصغيرة والتي تُعرف أحيانًا بـ “توت” في بعض الترجمات.

عندما تتوفى زوجته، يجد شارل نفسه وحيدًا.

في هذه الأثناء، يزور شارل مزرعة رونو، أحد فلاحيه، ليعالج ساقه المكسورة.

هناك يلتقي بابنته، إيما رونو، وهي فتاة شابة نشأت في دير للراهبات، حيث قضت وقتها في قراءة الروايات الرومانسية المفعمة بالمشاعر والمغامرات الرومانسية  المثيرة والحياة الفاخرة.

هذه القراءات غذت خيالها وجعلتها تطمح إلى حياة بعيدة كل البعد عن واقعها الريفي الممل.

 إيما  فتاة جميلة، ذات ذوق رفيع، وتتمتع بحساسية مفرطة تجعلها تشعر بالملل بسرعة من كل ما هو تقليدي.

يُعجب شارل بإيما ويطلب يدها للزواج.

تنظر  إيما لهذا الزواج على أنه فرصة للهروب من حياة المزرعة التي لا تروق لها، وتتخيل أن الزواج سيجلب لها السعادة والرومانسية التي قرأت عنها.

 تتزوج إيما وشارل، وفي البداية، تشعر إيما ببعض السعادة، خاصة مع ترتيبات المنزل الجديد وتغير البيئة.

خيبة الأمل وبداية السقوط

بعد فترة وجيزة من الزواج، تبدأ إيما في الشعور بالملل والخيبة.

تدرك أن شارل ليس فارس أحلامها الرومانسية ؛ إنه رجل بسيط، ممل، لا يفهم طموحاتها أو أحلامها.

حياتهما الزوجية روتينية ومحدودة، ولا تتناسب مع خيالها الجامح.

 تشعر بالاشمئزاز من بساطته وسذاجته، وتتوق إلى الإثارة والرقي.

تتفاقم خيبة أملها عندما تدعى هي وشارل إلى حفل راقٍ في قصر فاو سارسي، الذي يملكه الماركيز دورفاي.

هذا الحفل يمثل لإيما لمحة من الحياة الفاخرة التي طالما حلمت بها: الموسيقى، الرقص، فساتين السهرة الأنيقة، الأحاديث الراقية، والأجواء البراقة.

تعيش إيما ليلة ساحرة تشعر فيها بأنها تنتمي إلى هذا العالم.

 لكن العودة إلى واقعها البائس بعد الحفل تزيد من شعورها بالتعاسة والضيق، وتجعلها تشمئز أكثر من حياتها مع شارل وقريتها الصغيرة.

تشعر إيما باليأس والضجر، وتصاب بحالة من الاكتئاب والعصبية.

يقرر شارل، ظنًا منه أن تغيير المكان قد يفيدها، فينتقل إلى بلدة أكبر تدعى يونفيل لابي – في يونفيل، تنجب إيما طفلة تسميها بيرت، لكن الأمومة لا تجلب لها السعادة المرجوة.

 تشعر إيما بخيبة أمل لأنها لم تنجب ولدًا، وتترك رعاية الطفلة للمربية.

في يونفيل، تلتقي إيما بـ ليون ديبوي، وهو كاتب عدل شاب وسيم وشاعري، يشاركها حب الفن والأدب والرومانسية.

ينشأ بينهما انجذاب متبادل وعلاقة عاطفية أفلاطونية.

يتبادلان الأحاديث والكتب والأحلام، وتجد إيما فيه الرفيق الروحي الذي طالما بحثت عنه.

 لكن ليون، لكونه خجولًا ومترددًا، لا يجرؤ على الإفصاح عن حبه لها، وتظل العلاقة في إطار الصداقة العميقة.

عندما يقرر ليون مغادرة يونفيل إلى باريس لمواصلة دراسته، تشعر إيما بحزن عميق وتصاب بانهيار عصبي آخر.

مدام بوفاري
صورة لأحدى الممثلات التي قامت بدور إيما بوفاري

العلاقات المحرمة والسقوط المدوي

في الجزء الثالث من الرواية بعد رحيل ليون، تشعر إيما بفراغ كبير.

 في هذا الوقت، يظهر في حياتها رودولف بولانجي، وهو مالك أراضٍ ثري، ماكر، وخبير في فنون الإغواء.

رودولف، الذي يرى في إيما فريسة سهلة وجميلة، يبدأ في مغازلتها ببراعة، مستخدمًا كل الكلمات والأساليب الرومانسية التي طالما حلمت بها.

 يصف لها الحياة المثيرة التي يمكن أن يعيشاها معًا، ووعود السعادة الأبدية.

تنساق إيما وراء وعوده الزائفة وتدخل معه في علاقة غرامية سرية.

تستعيد إيما نشاطها وحيويتها، وتعيش فترة من السعادة المزيفة، تتخيل أنها أخيراً وجدت الحب الحقيقي.

تتوقع من رودولف أن يأخذها بعيدًا، أن يهربا معًا ليعيشا حياة الحرية والمغامرة.

 يخطط رودولف بالفعل لرحلة هروب، لكنه في اللحظة الأخيرة يتراجع جبنًا، ويترك إيما بخطاب اعتذار بارد ومخيب للآمال.

تنهار إيما تمامًا بعد تخلي رودولف عنها.

 تصاب بحمى شديدة وتدخل في حالة صحية حرجة، يقف فيها شارل إلى جانبها، يرعاها بكل حب وتفانٍ، دون أن يدرك سبب مرضها الحقيقي.

بعد تعافيها، تحاول إيما أن تكون زوجة وأمًا صالحة، وتتوجه إلى الدين بحثًا عن الخلاص الروحي، لكن هذا الشعور سرعان ما يزول.

في إحدى زياراتها للمسرح في روان، تلتقي إيما بليون ديبوي مرة أخرى، وقد أصبح شابًا أكثر جرأة وثقة بالنفس.

تتجدد شرارة الحب بينهما، وهذه المرة، لا يتردد ليون وإيما في إقامة علاقة غرامية.

تسافر إيما بشكل متكرر إلى روان للقاء ليون، وتستأجر غرفة خاصة بهما.

 تتكبد إيما نفقات باهظة في هذه اللقاءات وشراء الهدايا الفاخرة لليون، بالإضافة إلى الملابس الأنيقة لنفسها لتواكب حياتها المزدوجة.

الانهيار المالي والنهاية المأساوية

تزداد إيما في إسرافها وتبذيرها لتلبية نزواتها الرومانسية وحاجتها للترف، وتدين مبالغ طائلة من السيد لورو، التاجر المرابي في يونفيل.

 تتمادى في توقيع أوراق الدين والشيكات دون تفكير في العواقب.

يرى لورو في إيما فرصة سانحة لاستغلال ضعفها، ويوقعها في فخ الديون المتراكمة بفوائد باهظة.

تبدأ الديون في التراكم، وتتلقى إيما إنذارات متكررة من الدائنين.

 تحاول يائسة أن تحصل على المال من ليون، الذي أصبح هو الآخر ضيق اليد ويكاد لا يستطيع سداد ديونه الخاصة.

 تدرك أن ليون لا يملك القدرة أو الرغبة في إنقاذها ماليًا.

في محاولة أخيرة ويائسة، تلجأ إيما إلى رودولف، حبها الأول، الذي تخيلت أنه قد ينقذها.

تذهب إليه وتتوسل إليه أن يقرضها المال، لكنه يرفض ببرود، ويخبرها بأنه لا يملك المال الكافي لمساعدتها. تتحطم آمالها تمامًا.

تدرك إيما أن لا مفر من الفضيحة والإفلاس، وأن شارل سيكتشف كل شيء.

 تخشى العار والذل أكثر من أي شيء آخر. في لحظة يأس شديد، وبعد أن يرفض لورو إمهالها أو التنازل عن الديون، تذهب إلى صيدلية السيد أومي، الصيدلي المحلي، وتطلب منه مفتاح المخزن بحجة البحث عن شيء ما.

هناك، تتناول جرعة كبيرة من الزرنيخ، لتضع حدًا لحياتها المأساوية.

انتحار إيما

تعود إيما إلى المنزل وهي في حالة يرثى لها.

يدرك شارل، الذي لا يزال غافلًا عن خياناتها وديونها، أن زوجته قد تناولت السم.

يستدعي الأطباء، لكن محاولات إنقاذها تبوء بالفشل.

 تموت إيما ببطء وعذاب، في مشهد مؤثر ومأساوي يصفه فلوبير بدقة مؤلمة.

بعد وفاتها، يعيش شارل في حالة من الحزن العميق والصدمة.

يرفض تصديق أي شيء سيء عن زوجته التي كان يعشقها ببساطة.

يكتشف شارل تدريجيًا حقيقة ديونها المتراكمة، الرسائل الغرامية، والممتلكات الرهن.

 تنهار حياته ماليًا، ويُجبر على بيع ممتلكاته لتسديد ديونها.

في النهاية، وبعد أن يكتشف شارل رسالة رودولف التي تخلى فيها عن إيما، يدرك الحقيقة المرة عن خيانة زوجته.

 على الرغم من ذلك، لا يستطيع شارل كره إيما، بل يظل مخلصًا لحبها، ويشعر بالأسف عليها.

 يموت شارل بعد فترة وجيزة، مكسور القلب ومهملًا، تاركًا ابنتهما بيرت وحيدة وفقيرة، لتنتهي الرواية بمشهد كئيب يعكس الفشل والأوهام التي دمرت حياة العائلة بأكملها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى