نواف سلام: على إسرائيل وقف الاعتداءات على لبنان فورًا والانسحاب من كامل الأراضي

بيروت– أصدر رئيس وزراء لبنان نواف سلام بياناً رسمياً اليوم الخميس، في أول رد رسمي من الحكومة اللبنانية على الغارات الإسرائيلية التي شنها الطيران الإسرائيلي صباح اليوم على منطقة البقاع الشرقي، والتي أسفرت عن سقوط ضحايا ومُصابين وأضرار مادية كبيرة في قرى المنطقة.
وشدد سلام في بيانه، على ضرورة وقف إسرائيل فورًا لجميع اعتداءاتها على الأراضي اللبنانية، مطالبًا بالانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من كامل التراب اللبناني المحتل،
بما في ذلك النقاط الخمس الاستراتيجية في الجنوب التي رفضت إسرائيل الانسحاب منها حتى الآن، رغم انتهاء مهلة الاتفاق في فبراير الماضي.
وأضاف سلام في البيان: “نلتزم نحن، كحكومة لبنانية، بحصر السلاح في يد الدولة، وفقاً لقرار مجلس الأمن 1701، ونعمل على تعزيز سيطرة الجيش اللبناني على الجنوب.
لكن على إسرائيل أن تفي بالتزاماتها الدولية، وتوقف انتهاكاتها المتكررة التي تهدد الاستقرار الإقليمي وتعرقل جهود السلام.
اعتداءات إسرائيلية متكررة
وتكررت الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، والتي اعتبرتها الدولة اللبنانية ليست مجرد انتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر 2024، بل اعتداء على سيادة لبنان وأمن شعبه.
يأتي هذا في سياق تصاعد التوترات على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، حيث أفادت تقارير الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية بانتهاكات إسرائيلية متكررة للاتفاق منذ دخوله حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024،
والذي توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا لإنهاء النزاع الذي استمر 13 شهراً بين إسرائيل وحزب الله.
ووفقاً لتقرير صادر عن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة (OHCHR) في أبريل 2025، قُتل ما لا يقل عن 71 مدنياً لبنانياً جراء هجمات إسرائيلية منذ الاتفاق، مع استمرار الغارات الجوية والمدفعية “تقريباً يومياً” على الجنوب والشرق اللبنانيين.
وفي تقرير حديث لمجلس الأطلسي في يوليو 2025، وُصفت هذه الانتهاكات بأنها “إنفاذ بالنار” من جانب إسرائيل، مما يقوض الردع المتبادل السابق ويمنع عودة آلاف النازحين اللبنانيين إلى ديارهم.
زيارة دي فانس لإسرائيل
وفي سياق إقليمي أوسع، تزامن هذا البيان مع جهود أمريكية مكثفة لتعزيز الاستقرار في المنطقة، حيث وصل نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس إلى إسرائيل يوم الثلاثاء الماضي (21 أكتوبر 2025) في زيارة رسمية تهدف إلى دعم اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، المبني على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الـ20 نقطة.
وخلال مؤتمر صحفي في كريات غات جنوب إسرائيل، أعرب فانس عن تفاؤله بأن “الأمور تسير أفضل مما توقعت”، مشدداً على ضرورة نزع سلاح حماس وإعادة الرهائن،
مع تأكيده أن الولايات المتحدة ستدير مركز التنسيق المدني-العسكري لضمان تدفق المساعدات وتنفيذ الانسحاب الإسرائيلي التدريجي.
وانضم إلى فانس المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي التقى برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين، للضغط على إسرائيل للالتزام بالخطة،
بما في ذلك الانسحاب من غزة وتسليم الإدارة إلى سلطة فلسطينية مصلحة، مقابل إفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين وتعزيز التعاون الإقليمي.
ووفقاً لتقارير “نيويورك تايمز” و”بوليتيكو”، لعب ويتكوف دوراً حاسماً في فرض تنازلات على إسرائيل، مستفيداً من علاقته الوثيقة بترامب، لإنقاذ الاتفاق الذي تعرض لضغوط بعد اشتباكات حديثة في رفح.