أخبار

أوروبا تصعد ضد روسيا في “قمة كوبنهاجن” بسبب المسيرات

تبنى القادة الأوروبيون موقفًا متشددًا تجاه روسيا خلال قمة المجموعة السياسية الأوروبية في كوبنهاجن يوم 2 أكتوبر 2025.

يأتي ذلك في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا والتحرشات الروسية بطائرات مسيرة فوق أجواء دول أوروبية.

 وأكد القادة خلال القمة  التي حضرها  الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ، على ضرورة دعم أوكرانيا عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا، مشددين على أن السلام لن يتحقق إلا بالقوة.

وأشاروا إلى أن حماية أوكرانيا تمثل حماية للقارة الأوروبية بأكملها، داعين إلى فرض عقوبات أشد على روسيا واستهداف بنيتها التحتية التجارية.

في هذا السياق، يرى المختصون، أن هذا الموقف يعكس تصميمًا أوروبيًا غير مسبوق لمواجهة روسيا،

مع استغلال الدعم الأمريكي المتجدد لتعزيز الجبهة الأوكرانية، وسط مخاوف من تصعيد محتمل مع حلف الناتو.

تفاصيل الموقف الأوروبي

أكد الرئيس الأوكراني فولوديميرزيلينسكي خلال  كلمته بقمة كوبنهاغن،  أن روسيا هي المسؤولة عن الأزمات الأوروبية الناجمة عن هجمات الطائرات المسيرة،

داعيًا إلى استهداف البنية التحتية التجارية الروسية لإضعاف اقتصادها الذي لا يزال متماسكًا رغم العقوبات.

وقال: “كل المشاكل التي نواجهها في أوروبا تقف خلفها روسيا بمسيّراتها. يجب أن نواصل القتال ونفرض عقوبات إضافية على الشركات والسفن المرتبطة بروسيا”. وأضاف أن دعم أوكرانيا هو السبيل الوحيد لإيقاف التقدم الروسي.

من جهتها، شددت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن على أن السلام مع روسيا يتطلب قوة عسكرية،

مؤكدة أن “حماية أوكرانيا هي حماية لأوروبا بأكملها”.

وأشارت إلى التقدم الذي أحرزته أوروبا في زيادة الإنفاق العسكري عبر الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو،

داعية إلى التعامل مع الأزمة الأوكرانية كأمر طارئ يتطلب تمويلًا وسلاحًا إضافيين للجيش الأوكراني.

وأضافت: “إذا أثبتنا قوتنا في أوكرانيا، سنحقق السلام العادل”.

كما أكد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا دعم حق الأوكرانيين في تقرير مصيرهم، مشيرًا إلى أن انتصار روسيا في كييف سيجعلها قوة لا تُهزم عالميًا.

وقال: “نحن لا ندعم الحرب، بل ندعم حق الأوكرانيين في سلام عادل يحترم سيادتهم وفق ميثاق الأمم المتحدة”.

ودعا إلى بناء دفاع جماعي منسق لإنهاء الحرب الروسية، مؤكدًا أهمية الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري لأوكرانيا.

تصميم غير مسبوق

في مداخلة من كييف، أوضح الدكتور ياسين رواشده، الدبلوماسي والأكاديمي المتخصص في شؤون شرق أوروبا،

أن النبرة الأوروبية المتشددة تعكس تصميمًا غير مسبوق لدعم أوكرانيا بكافة الوسائل، خاصة مع تجدد الدعم الأمريكي بالسلاح

بعد فترة من التردد في بداية ولاية الرئيس دونالد ترامب.

وأشار إلى أن المحاولات الدبلوماسية التي روّج لها ترامب لم تثمر حتى الآن، مما دفع أوروبا لرفع وتيرة الدعم العسكري والاقتصادي.

وأضاف: “هذا الموقف يهدف إلى تعزيز الجبهة الأوكرانية لتحقيق تقدم ميداني يمكن استغلاله في المفاوضات المستقبلية مع موسكو”.

وحول التحرشات الروسية بطائرات مسيرة فوق أجواء دول الناتو، حذر رواشده من أن هذه الأعمال قد تؤدي إلى تصعيد مباشر مع الحلف، موضحًا أن “الكرة الآن في ملعب واشنطن، وتحديدًا الرئيس ترامب، لتحديد ما إذا كانت الولايات المتحدة ستضغط أكثر على موسكو أم ستسعى للتهدئة”.

وأشار إلى أن روسيا، عبر وزير خارجيتها سيرغي لافروف، أبدت انفتاحًا على الحوار، لكن التصعيد الروسي المتوقع قد يشمل عمليات عسكرية أو دبلوماسية ردًا على المواقف الأوروبية.

التحديات الاقتصادية

أكد زيلينسكي أن الاقتصاد الروسي لا يزال قويًا رغم العقوبات، مما يتطلب استراتيجية أكثر صرامة تشمل استهداف البنية التحتية التجارية وفرض عقوبات إضافية على الشركات والأفراد المرتبطين بروسيا.

ويرى المختصون أن الاعتماد على العقوبات الاقتصادية وحدها لن يكون كافيًا دون تقدم عسكري على الأرض، مما يعزز الحاجة إلى دعم عسكري فعال لأوكرانيا.

وأشار رواشده إلى أن روسيا تمكنت من إيجاد بدائل للعقوبات، مما يجعل الضغط العسكري إلى جانب الاقتصادي ضروريًا لتحقيق نتائج ملموسة.

يعكس الموقف الأوروبي المتشدد تجاه روسيا في قمة كوبنهاغن إدراكًا متزايدًا لأهمية دعم أوكرانيا كجزء من أمن القارة الأوروبية.

ومع تأكيد القادة على ضرورة القوة العسكرية والعقوبات الاقتصادية، يرى المختصون أن هذا التصعيد قد يمهد لتقدم ميداني لأوكرانيا، لكنه يحمل مخاطر تصعيد محتمل مع روسيا، خاصة في ظل التحرشات الروسية فوق أجواء دول الناتو.

وتظل واشنطن لاعبًا رئيسيًا في تحديد مسار هذا الصراع، سواء بالضغط على موسكو أو السعي للحلول الدبلوماسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى