رواية

ماسر هوس المشاهير بإجراء عمليات التجميل ؟

باتت وسيلةللتقليد الأعمى ومواكبة الموضة

كتبت – قوت الطيبي

لا جدل حول أهمية عمليات التجميل بالنسبة لبعض الأشخاص، إن كان هناك حاجة ملحة  لتحسين ملامح أو إزالة تشوهات، لكن أن يتحول  الأمر لحالة من الهوس تجتاح المجتمع، فهنا تكمن المشكلة  لاسيما إن كان يقودها نجوم المجتمع ومشاهيره والتي ارتفعت نسبة عمليات التجميل الفاشلة بينهم بصورة باتت ملفتة للجميع .

 وأصبحت عمليات التجميل هوسا لدى الكثيرين لا لإصلاح عيوب في الوجه أو الجسد  جاءت نتيجة حادث أو تشوه  خلقي بل وسيلة للتغيير والموضة والتقليد الأعمى، فما هي أسباب ذلك الهوس؟ .

 وساعد على ذلك الطفرة العلملية الكبيرة  في عالم الطب الحديث ، لتصبح عمليات التجميل هوسا للبحث عن الكمال والجمال ، ليصبح الذهاب إلى طبيب التجميل كالذهاب إلى مراكز التجميل التقليدية .

 وكشفت بعض الدراسات الغربية عن ارتفاع معدل الطلب على إجراء عمليات التجميل بين المراهقات ، وفي هذا الشأن نوعان الأول عمليات تجميل تجريها المراقة من أجل التغيير ومواكبة الموضة  والتقليد الأعمى للنجوم .

 أما النوع الثاني فيأتي نتيجة تعرض بعض المراهقات للتنمر  على ملامحهم  أو أجسادهم لاسيما إن كن يعانين من السمنة المفرطة، لتلجأ المراهقة إلى تحسين  وتجميل  ما تنمر عليها به .

 ولم تتوقف  عمليات التجميل على النساء ، بل طرق الرجال في الوطن العربي لاسيما المشاهير بابها ، وذلك لتعديل مظهرأجسادهم ، وكثيرا للحصول على مظهر مفتول العضلات .

لماذا تهوس عمليات التجميل عقول المشاهير ؟

إن الاعتقاد بأن المشاهير هم الأفراد الأساسيون الذين يخضعون للجراحة التجميلية وشفط الدهون قد ينبع من عدة عوامل أولها  الرؤية، فالمشاهير دائما في مركز  اهتمام الجمهور، لذا فإن أي تغييرات في مظهرهم من المرجح أن يتم ملاحظتها والتدقيق فيها من قبل وسائل الإعلام والجمهور. يمكن أن تخلق هذه الرؤية المتزايدة انطباعًا بأن المشاهير أكثر عرضة للخضوع لهذه الإجراءات مقارنة بعامة السكان.

وتتعدد الأسباب  التي تدفع نجوم المجتمع لإجراء عمليات التجميل، وتتمثل بداية في الضغط الخاص بالحفاظ  على المظهر، فغالباً ما يعمل المشاهير في الصناعات التي يكون فيها المظهر الجسدي ذو قيمة عالية، مثل الترفيه والأزياء.

ولذلك من الطبيعي أن يكون هناك ضغطا كبيرا عليهم للحفاظ على مظهر شبابي وجذاب من أجل البقاء قادرين على المنافسة في مجالهم.

المذيعة المصرية ريهام سعيد آخر ضحايا عمليات التجميل

أما السبب الثاني  فيتمثل في الموارد المالية، إذ يمتلك المشاهير عادةً موارد مالية أكبر من الشخص العادي، مما يجعل إجراءات مثل الجراحة التجميلية وشفط الدهون في متناولهم. يمكن أن تكون تكلفة هذه الإجراءات باهظة بالنسبة للعديد من الأشخاص، لكن المشاهير قد يكونون أكثر قدرة على تحملها.

ثالثا: تعزيز الحياة المهنية، ففي بعض الحالات، قد يخضع المشاهير لجراحة تجميلية أو شفط الدهون كجزء من استراتيجيتهم المهنية.

وقد يعتقدون أن تغيير مظهرهم بطرق معينة يمكن أن يساعدهم في تأمين الأدوار أو الحفاظ على صورتهم العامة.

ومن المهم أن نلاحظ أن الجراحة التجميلية وشفط الدهون ليست حكراً على المشاهير.

كما يخضع العديد من غير المشاهير لهذه الإجراءات لعدة أسباب، مثل تحسين الثقة بالنفس، أو تصحيح التشوهات الجسدية، أو تحسين مظهرهم. ومع ذلك، ونظرًا للعوامل المذكورة أعلاه، قد يستمر الاعتقاد بأن هذه الإجراءات مرتبطة في المقام الأول بالمشاهير.

مرض نفسي

قالت الدكتورة أميرة الفيشاوي استشاري  العلوم الإنسانية والنفسية، إن الهوس هو الإقبال على عمل ما بشكل مبالغ فيه قد يؤذي النفس، مؤكدة أن هذه الحالة تصيب بعض الفتيات اللائي يسعين لتقليد كل ماهو جديد، مشيرة إلى أن الهوس مرض نفسي له توابع خطيرة على  حياة الإنسان .

وأوضحت أن الهوس بداية للإصابة بمرض الوسواس القهري، والعصبية والتوتر في أعلى أشكالها ،  وبالتالي بالمصاب بهذ ا المرض سيؤدي به إلى  انعدم الثقة بالنفس واختلال التوازن النفسي، لافتة إلى أن  عمليات التجميل من المفترض أنها تجرى من أجل زيادة الثقة بالنفس وذلك في حال إجراء عمليات لإصلاح عيوب خلقية، أما نشهد اليوم لا يمت لذلك بأي صلة.

في النهاية لاشك أن عمليات التجميل مهمة وضرورية لحالات بعينها أما ما نراه اليوم بين النجوم والمراهقات وكل من يتطلع لإن يصبح مشهورا ، فقطعا يعد دليلا على الخلل الكبير الذي طغى على العقلية والنفسية التي تتحكم في قرارات هؤلاء والتي لو كانوا أدركوا التشوهات التي تلم بها لكانوا جعلوها هي الأولى بإجراء تلك العمليات.   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى