سينما

أحمد وأحمد.. كيف تُبرر فكرة التورط في عالم الجريمة سينمائيا ؟

أثار الفيلم المصري أحمد وأحمد بطولة أحمد السقا، حالة من الجدل حول قصته ومضمونه ورسالته،

إذ يرى البعض أنه عمل تافه لتبرير التورط في عالم الجريمة وتصويره أنه ليس اختياريًا .

وفيلم أحمد وأحمد طرح في 2 يوليو الجاري في دور العرض المصرية ،

من إنتاج شركة سينرجي ( للمنتج تامر مرسي) وإخراج أحمد نادر جلال.

يضم العمل العديد من النجوم، على رأسهم ثنائي البطولة أحمد السقا وأحمد فهمي،

بجانب جيهان الشماشرجي، ويشارك فيه كضيوف شرف كل من طارق لطفي وغادة عبدالرازق .

تدور فكرة الفيلم حول التلاقي غير المتوقع بين عالمين مختلفين تماما،

بعد حادثة فقد ذاكرة جزئي لأحد البطلين تقود للعديد من المفاجآت والمغامرات .

وفي السطور القادمة نتحدث عن ملخص قصة فيلم أحمد وأحمد،

بالإضافة إلى تحليل الفيلم، فضلا عن معرفة أبرز الانتقادات التي وجهت إليه .  

ملخص قصة فيلم أحمد وأحمد

تدور قصة فيلم أحمد وأحمد في إطار يخلط بين الكوميديا والأكشن،

البداية تكون مع أحمد الأول، الذي يجسد شخصيته ( أحمد فهمي) وهو مهندس ديكور مصري يعمل ويعيش في السعودية  .

يعود أحمد إلى مصر ليقضي إجازة قصيرة؛ لكي يتقدم إلى الفتاة التي يرتبط معها بعلاقة حب “ضحى قطب “( جيهان الشماشرجي).

لكي يكمل هذه المهمة كان عليه الاستعانه بخاله أحمد الثاني، والذي يجسد شخصيته أحمد السقا .

أحمد الثاني في ذلك الوقت يتعرض لحادثة تفقده الذاكرة بشكل جزئي، وأثناء تواجده  في المستشفى يتعرض لهجوم من إحدى العصابات.

أثناء الهجوم العصابي، يظهر أحمد الثاني قدرات قتالية استثنائية عند التصدي لأفراد العصابة.

هذه القدرات لم تكن لتتناسب مع كونه مدرس بسيط،

لذلك يجد أحمد الأول (أحمد فهمي) نفسه أمام معضلة، تتمثل في رغبته في إتمام مهمته التي حصل على إجازة من أجلها

وبين ضرورة مساعدة خاله ، الذي لم يعد يتذكر أي شىء عن الجانب الإجرامي من حياته .

فيلم أحمد وأحمد
الممثلة المصرية جيهان الشماشرجي

إمبراطورية إجرامية

الأحداث تتصاعد مع اكتشاف أحمد فهمي أن خاله ليس شخصا عاديا،

بل هو زعيم لإمبراطورية إجرامية ضخمة، وأن فقدانه الذاكرة لم يكن سوى مؤامرة محكمة أًحيكت بدقة .

العصابات المنافسة لإمبراطورية أحمد السقا، تلاحقه بينما كان  هو بصبحة ابن أخته ( أحمد فهمي)؛

من أجل القضاء عليه أو الحصول على أسرار إمبراطوريته.

فجأة وبدون مقدمات يجد أحمد فهمي نفسه متورطًا في عالم الجريمة المنظمة،

من خلال عمليات لتبادل إطلاق النار، ومطاردات مثيرة بالسيارات داخل الشوارع المزدحمة.

وفي الوقت الذي يحاول أحمد فهمي، معرفة طبيعة خاله المجهولة، تتسع تلك المطاردات،

لتشمل رجال الشرطة أيضا، والذين يلاحقون السقا  لكونه مجرمًا خطيرًا  .

فوارق واضحة

في خضم هذه الفوضى، تبرز الفوارق الواضحة بين شخصيتي أحمد( أحمد السقا) الهادئة والغامضة والعميقة في المكر والدهاء،

وأحمد ( أحمد فهمي) ذو الشخصية العفوية والسطحية المرحة ، التي تُجبر على الإنزلاق في هذا الوضع الجديد.

وتتوالى الأحداث في القالب الكوميدي المدمج بالأكشن،

إذ يحاول أحمد فهمي مساعدة خاله في استعادة ذاكرته، وكشف حقيقة مؤامرة الإطاحة به من  زعامة الإمبراطورية الإجرامية .

 في غضون ذلك يكتشف فهمي، العديد من الأسرار الصادمة عن تاريخ خاله الإجرامي، وعلاقته بالكثير من الشخصيات الغامضة.

وسط هذا التورط،  تتخلل المغامرات العديد من المواقف الكوميدية النابعة من اختلاف طبيعة الشخصيتين،

وسوء الفهم الناتج عن فقدان السقا للذاكرة .

تركز فكرة الفيلم الرئيسية على علاقة  القرابة التي تجمع بين الأحمدين ـ

والتي تتحول إلى شراكة قسرية في عالم الجريمة  تحدث بمحض الصدفة.

في النهاية مع استعادة السقا لذاكرته تدريجيا، تتكشف الكثير من المفاجآت،

ويُصبح أمام أحمد فهمي ضرورة الاختيار بين الاستمرار مع خاله أو الهروب والتخلي عنه بسبب المشاكل الناجمة عن ماضيه الإجرامي.

والفيلم له نهاية مفتوحة لكن في الغالب، فإن لدى معظم  المشاهدين تصور في أن يبقى أحمد فهمي بجوار خاله،

ويصبح عنصرا جديدا في عالم الجريمة التي لم تكن يوما تخطر على باله.

 تحليل فيلم أحمد وأحمد

لعل أبرز الانتقادات التي يمكن أن توجه لهذا العمل الفني،

أنه يفتقر إلى الفكرة أو القضية العميقة،  التي تتجاوز الترفيه غير الهادف.

ويرى النقاد أن الفيلم لم يقدم رسالة واضحة أو هادفة تعالج جانبا إجتماعيا أو إنسانيا بعمق.

 كما أن الفيلم من ناحية الكوميديا ، فهو يركز على كوميديا  الموقف والأكشن الخفيف،

دون أن يخوض في تبعات هذه الأحداث أو أن يقدم رؤية نقدية  للعالم الذي تدور فيه.

كما أن من أهم الانتقادات الموجهة للفيلم ، أنه يمكن النظر إليه على أنه يبرر أو على الأقل يقدم التورط  في عالم الإجرام كأمر يقع صدفة ،

دون أن يكون هناك أي دور للإرادة الإنسانية  أو الاختيار الشخصي فيه .

لذلك يظهر أحمد فهمي وهو يجبر على التورط  في عالم خاله،

من خلال مواقف غير متوقعة ، مهملا الصراع  الداخلي والقلق البشري الطبيعي،

الذي يفترض أن يحدث عند الانخراط في مثل هذا العالم.

تركيبة تجارية

 ولا شك أن اسم الفيلم نفسه أحمد وأحمد، يعد دلالة واضحة على أن الجمع بين نجمين كبيرين ( أحمد السقا كنجم أكشن وأحمد فهمي كنجم كوميديا ).

كان من أجل إنشاء تركيبة تجارية جاذبة، تحقق أكبر قدرمن الإيرادات على حساب المضمون،

بما يدعم فكرة أن الفيلم مفصل  ليناسب قدرات هذين النجمين،

بدلا عن أن تكون القصة  مبنية على فكرة أصيلة  أو شخصيات واقعية  تنطلق منها الأحداث.

والشخصيات الواقعية في الغالب تكون معقدة وذات أبعاد نفسية  واجتماعية عميقة،

لكن الفيلم قدم شخصيات نمطية  تخدم إطار الكوميديا والأكشن  فقط..

في النهاية يبدو أن صناع الفيلم، أرادوا مخاطبة الجمهور الذي يريد الانفصال عن الواقع،

أو الهروب منه، دون التعرض لمشاكل هذا الجمهور وتسليط الضوء عليها ومعرفة الأسباب وطرح الحلول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى