ما علاقة إيران والإخوان المسلمين بقرار أمير الكويت حل مجلس الأمة ؟

كتبت- الريبورتاج

قرر أمير الكويت الشيخ مشعل أحمد الصباح، أمس الجمعة، حل مجلس الأمة وتعليق العمل ببعض مواد الدستور في البلاد  لمدة لا تزيد عن 4 سنوات .

وجاء قرار الحل بسبب  الخلافات التي احتدمت بين السلطة التشريعية ممثلة في مجلس الأمة والسلطة التنفيذية ” الحكومة ” خلال  الفترة الأخيرة .

وقال الصباح إن البعض تمادى إلى حدود لا يمكن السكوت عليها  وحاول التدخل بصلاحيات الأمير، في إشارة إلى نواب المعارضة في البرلمان، فمن هؤلاء وما علاقتهم بجماعة الإخوان المسلمين و إيران؟

ردود الفعل على قرار حل مجلس الأمة في الكويت

على الرغم من أنه لم يتم ذكر أي شىء يخص جماعة الإخوان أو الموالون لإيران في الكويت ضمن الخطاب الذي ألقاءه الأمير أمس وحل به المجلس، غير أن بعض  النشطاء الكويتيين على مواقع  التواصل، قد  كشفوا أن المستهدف من هذا القرار هم أتباع جماعة الإخوان والموالون  لحكم المرشد الإيراني.

قال محمد كنعان على حسابه بموقع إكس، “فعلها البطل أمير دولة الكويت مشعل الأحمد، حل مجلس الأمة، انتصر لوطنه وخليجه وقضى على مؤامرة الهالـك حسن البنا والخميني بالضربة القاضية وستسمعون صراخهم في قادم الساعات الدول تحتاج لقادة يتمتعون بقرارات شجاعة و بهكذا قرار أصبحت الكويت باذن الله آمنه”.

من جانب آخر عارضت الناشطة  الكويتية وحيدة الصبياني،المعروفة باسم أم تيم ، القرار الأميري عبر بث مقطع فيديو انتشرعلى مواقع التواصل الاجتماع ، اعتبرت فيه القرار بأنه أسوء من الغزو العراقي للكويت في التسعينيات من القرن الماضي.

وقالت أم تيم، مخاطبة الشعب الكويتي أنه لابد أن يكون له ردة فعل سريعة ، مضيفة ” أقسم بالله إللي سواه اليوم مشعل الأحمد  من حل مجلس الأمة  وتعطيل بعض بنود الدستور، أنه اللي صار اليوم أسوء من غزو صدام حسين للكويت.

وتابعت ” ليش هذا أسوء من الغزو لأن الغزو كان من عدو، مشكلتنا في الدول العربية والخليجية،  أن من يأتي إليك كعدو منك فيك ، ويأكل وينهش فيك، ويسجنك ويحرمك  ويأكل مالك ويجلد ظهرك ، اللي جاييكم سواد  ما بعده سواد ، أسود من اللي صار في السعودية “.

وأكملت ” من يقدر يطلع من البلد حاليا يطلع ، لأنه سوف تسير اعتقالات  واسعة خلال الأيام المقبلة  للمعارضين “.

وتفاعل العديد من المواطنين الكويتين على مواقع التواصل الاجتماعي ، معبرين عن تأييدهم لقرارات أمير البلاد الأخيرة .

 لماذا حُل مجلس الأمة في الكويت ؟

أجريت  انتخابات مجلس الأمة الكويتي مرتين خلال العام الأخير، وفي انتخابات يونيو الماضي، فازت المعارضة بنحو 29 مقعدا من إجمالي 50  مقعدا ،  وكان من بين الشخصيات  المعارضة بعض الإسلاميين وغيرهم ممن يضغطون  من أجل تغييرات ليبرالية .

وكانت تلك  الانتخابات هي سابع انتخابات برلمانية في آخر عشر سنوات، إذ حل أمير البلاد المجلس عدة مرات بسبب المواجهات الواسعة بين  أعضاء المعارضة في مجلس الأمة وبين الحكومة .

ومنذ أن اعتمدت الكويت النظام البرلماني في عام 1962، حل المجلس التشريعي حوالي 12 مرة،  وتتبنى الكويت  دستور 1923المصري  .

ونتيجة المشاحنات السياسية بين الحكومة ومجلس الأمة توقف تمرير أية إصلاحات اقتصادية، رغم  العجز المتكرر في ميزانية البلاد وانخفاض الاستثمار الأجنبي.

وأجرت الكويت في أول إبريل الماضي انتخابات برلمانية جديدة، أسفرت عن نسبة تغيير  ضئيلة في تركيبة المجلس،  إذ ظلت المعارضة  قادرة على التحكم في قرارات  مجلس الأمة .

الإخوان في الكويت

تمثل  الحركة الدستورية الإسلامية” حدس” جماعة الإخوان المسلمين في الكويت ، وقد تأسست هذه الحركة في عام 1991 ، بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي، ومنذ  إنشاؤها ويمثل الحركة أعضاء في مجلس الأمة الكويتي .

وفازت الحركة في الانتخابات قبل الأخيرة بأربعة مقاعد ، وفاز أعضاء مستقلون مقربون منها بعدة مقاعد،  وبقيت على تحالف مع باقي أعضاء المعارضة .

وظل للإسلاميين  صوتا مسموعا في مجلس الأمة الكويتي، منذ إن اكتسحوا المجلس في انتخابات 2012، وتأثرت سياسة الكويت الخارجية والداخلية  بأصوات المعارضة الإسلامية، حيث بقيت الكويت  بعيدة تماما عن سياسة التطبيع التي انخرطت فيها دول خليجية  مثل الإمارات والبحرين، كما أنها لم تجري أية تغييرات اقتصادية  لتنويع اقتصادها ، على غرار ما حدث في المملكة العربية السعودية.

واعتبرت هذه السياسة  تخدم المصالح الإيرانية ومصالح جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة ، إذ ترفض إيران  سياسة التطبيع وكانت قد حذرت الدول الخليجية  من الإنخراط فيها .