دراما

لماذا يهرول أردوغان للقاء بشار الأسد؟

عودة العلاقات التركية السورية

في الوقت الذي يعرب فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أمله في لقاء مباشر مع الرئيس السوري بشار الأسد ، لإعادة العلاقات بين البلدين كما كانت في الماضي، يأتي الرد من الرئيس السوري فاترا على دعوة أردوغان.

وقال الرئيس السوري بشار الأسد يوم الاثنين، إنه لن يجتمع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلا إذا تمكن البلدان من التركيز على القضايا الأساسية المتمثلة في دعم أنقرة “للإرهاب” وانسحاب القوات التركية من سوريا.

وأظهر مقطع فيديو نشرته الرئاسة  السورية، الأسد وهو يقول للصحفيين في دمشق “المشكلة ليست في الاجتماع بل في محتواه”.

وقال أردوغان في وقت سابق من يوليو/تموز إنه سيوجه دعوة للأسد “في أي وقت” لإجراء محادثات محتملة لاستعادة العلاقات، فلماذا يهرول أردوغان إلى لقاء الأسد بينما يبدو الأخير غير مكترث؟.

دعوة تركية للأسد

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، إنه سيوجه دعوة للرئيس السوري بشار الأسد “في أي وقت”، مجددًا استعداده لإعادة العلاقات مع سوريا إلى نفس المستوى الذي كانت عليه في الماضي.

وأضاف: «سنوجه دعوتنا (للأسد)؛ ونريد بهذه الدعوة إعادة العلاقات التركية السورية إلى ما كانت عليه في الماضي.

وقال أردوغان: “دعوتنا قد يتم تمديدها في أي وقت”. وقال أردوغان: “لقد وصلنا الآن إلى نقطة، إذا اتخذ بشار الأسد خطوة نحو تحسين العلاقات مع تركيا، فسنظهر أيضًا هذا النهج تجاهه”. “بالأمس، لم نكن أعداء لسوريا، لقد التقينا بالأسد كعائلة”.

وأعرب الرئيس التركي  عن تفضيله “للقاء وجهاً لوجه مع الأسد” في أنقرة، تماشياً مع مبادرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين” الذي يحتفظ بعلاقات جيدة مع كلا الرئيسين السوري والتركي.

لقاء سابق بين الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل العلاقات بين سوريا وتركيا في عام 2011 بسبب الحرب الأهلية

وجاءت تصريحات أردوغان، الأحد، ردا على تصريحات الأسد خلال لقائه المبعوث الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف.

وأكد الأسد أن سورية منفتحة على كافة المبادرات المتعلقة بالعلاقات السورية التركية طالما أنها مبنية على احترام سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها ومكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وتنظيماته.

وتوقفت محادثات التطبيع التي توسطت فيها روسيا بين أنقرة ودمشق، والتي كانت بدأت في عام 2021 على مستويات مختلفة، منذ يونيو 2023 بسبب إصرار الحكومة السورية على موافقة تركيا على سحب آلاف القوات من شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليها المعارضة” فيما يسمى” جيش سوريا الحر”.

لماذا يريد أردوغان إعادة العلاقات مع سوريا ؟

يعود التقارب التركي الأخير مع الأسد إلى عوامل عدة أبرزها مخاوف أنقرة من إجراء انتخابات محلية في مناطق الإدارة الذاتية الكردية شمال شرقي سوريا في أغسطس المقبل.

وتعتبر تركيا الانتخابات خطوة نحو إقامة دولة كردية على حدودها، فيما تسعى للحصول على دعم موسكو ودمشق لمنع إجراء تلك الانتخابات.

وبحسب مراقبين، تسعى أنقرة أيضًا إلى تطبيع العلاقات مع دمشق لإعادة ملايين اللاجئين السوريين إلى وطنهم وسط انكماش اقتصادي حاد.

 وتريد أنقرة التوصل إلى اتفاق مع الحكومة  السورية لإعادة فتح طرق التجارة عبر الحدود إلى سوريا ودول أخرى في المنطقة، لاسيما بعد توقيع تركيا ومجلس التعاون الخليجي مذكرة تفاهم لإقامة منطقة تجارة حرة بين الجانبين.

في الوقت نفسه، يرى مراقبون أن حكومة الأسد لا تستطيع تلبية الشرطين، إذ أن دمشق لا تزال غير قادرة على تأمين الحدود أو استيعاب أكثر من 3 ملايين لاجئ عائدين من تركيا بسبب تدهور الوضع الاقتصادي وانهيار البنية التحتية بسبب آثار الحرب.

كما أن الحكومة السورية لا تزال غير قادرة على تأمين طرق التجارة، حتى لو كانت تركيا مستعدة لسحب قواتها من شمال البلاد.

الاحتجاجات في شمال سوريا

وأظهرت موجة الهجمات الأخيرة على اللاجئين السوريين في مدينة  قيصرية، وسط تركيا، والهجمات على الحاميات والمصالح التركية في المنطقة التي تسيطر عليها أنقرة في سوريا، بأن وجود نحو 4 ملايين سوري داخل الأراضي التركية أصبح يمثل تهديدا جديا لأنقرة  على النمدى القصير والمتوسط.

وتعهد أردوغان بالكشف عن الأيدي التي أثارت الاشتباكات في شمال سوريا.

وقالت مصادر أمنية تركية، الأحد، إنها اعتقلت شخصاً يدعى علي محمد حاج حسن حمادة، متهماً بتدنيس العلم التركي خلال احتجاج في مدينة أعزاز شمالي سوريا.

وأضافت المصادر أن الرجل أعرب في وقت لاحق عن ندمه على تصرفاته واعتذر للشعب التركي.

كما اعتقلت المخابرات التركية، السبت، عدة أشخاص متهمين بتدنيس العلم التركي والمشاركة في الاحتجاجات المناهضة لتركيا الأسبوع الماضي في شمال سوريا.

سوريون غاضبون يحرقون العلم التركي في المنطقة التركية الآمنة بشمال سوريا

وقالت منظمة المخابرات الوطنية التركية (MIT) إنها اعتقلت مراهقًا يبلغ من العمر 17 عامًا، بزعم أنه قام بتمزيق العلم التركي في بلدة الباب شمال غرب البلاد.

وبثت السلطات التركية فيما بعد مقطع فيديو يصور المراهق  وهو أمام العلم التركي وهو يعبر عن ندمه على تصرفاته ويقبل العلم.

خطة لإعادة اللاجئين

كشفت تقارير لوسائل إعلام  محلية عن خطة تركية تتكون  من شقين لحل مشكلة اللاجئين السوريين، بوضعت على أساس  النجاح في تطبيع العلاقات مع سوريا.

وبحسب التقارير التي تداولتها وسائل الإعلام التركية ، عن الخطة التي تتحدث كواليس أنقرة عنها، فإنها تُدرس تحت عنوان “الاندماج والعودة”، ومن  المخطط له أن تنفذ على مرحلتين؛ الأولى يُدمج فيها السوريون غير الراغبين في العودة إلى بلادهم، والأخرى تأمين العودة الآمنة للاجئين في حال الاتفاق مع الحكومة السورية.

وذكرت صحيفة “تركيا” الموالية للحكومة، أنه في ظل تزايد احتمالات عقد لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ونظيره السوري بشار الأسد، بالرغم من بيان الخارجية السورية، الذي صدر السبت، وحديث الرئيس السوري بشار الأسد بالأمس  بشأن شرط انسحاب تركيا العسكري من شمال سوريا ووقف دعم الجماعات الإرهابية، يجري تطوير صيغ جديدة فيما يتعلق باللاجئين في تركيا.

وأفاد موقع “بانجري” التركي  بأن خطة إعادة المهاجرين إلى وطنهم وراء وضع إردوغان اللقاء مع الأسد على جدول الأعمال، وأن وزارتي الداخلية والخارجية ورئاسة أركان الجيش تعمل عليها بعد الأزمة التي نجمت عن رفض المجتمع بقاء اللاجئين، والتي تنذر بخطر تحولها إلى فوضى في المستقبل المنظور.

مجلس تنسيق

وذكر الموقع أن إدارة الهجرة التابعة لوزارة الداخلية التركية،  تدرس الخطة من جميع جوانبها، وهناك إمكانية لأن يتم إنشاء مجلس لتنسيق سياسات الهجرة داخل الرئاسة التركية،وأن كل هذا العمل يجري تحت إشراف وزير الخارجية هاكان فيدان، الذي كلّفه إردوغان بالتحضير للقائه بالأسد.

وأضافت أن نائب الرئيس، جودت بلماظ، يقوم بالإعداد لإنشاء “مجلس التنسيق” التابع للرئاسة، الذي سيتولى العمل على خريطة طريق تشمل جميع الوزارات المعنية بأزمة اللاجئين والمهاجرين، على أساس خطة عمل من شقين: الأول معنيٌّ بسياسات الاندماج، والآخر إعادة اللاجئين إلى سوريا بشكل آمن.

ولفتت  إلى أن الفوضى التي يمكن أن تنتج عن الأزمة الاقتصادية ومشكلة اللاجئين والمهاجرين تُخيف الحكومة، وأن الخطة الجديدة تعتمد على إقامة علاقات جيدة مع دمشق، لكن هذا وحده لن يكون كافياً في ظل ما لوحظ مؤخراً من احتمال أن تنقلب المعارضة السورية في المنطقة الآمنة التي أنشأتها تركيا على الحدود ضد أنقرة في أي وقت، إذ أن هناك فصائل تفسر التقارب التركي مع الأسد بأنه (خيانة تركية) للمعارضة.

ونقلت عن مصادر في حزب “العدالة والتنمية”الحاكم قولهم، إنه “إذا جلست تركيا مع الإدارة السورية دون تعرض جهود التطبيع لأية عقبات، فسيتعين عليها أن تحسب ما ستعطيه، وليس ما ستحصل عليه.

المصدر: صحف تركية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى