الفراعنة في مهمة الحسم.. مصر تستضيف إثيوبيا لمواصلة رحلة الصعود إلى المونديال
مباراة بنكهة سياسية ودبلوماسية
كتب- مصطفى محي
تتواجه مصر وإثيوبيا في العاشرة مساء اليوم على استاد القاهرة الدولي، في إطار تصفيات كأس العالم لكرة القدم .
تسعى كتيبة الفراعنة لتحقيق فوز جديد لمواصلة مسيرتها المثالية نحو التأهل للمونديال،
فيما يلعب المنتخب الإثيوبي من أجل حفظ ماء الوجه وتحقيق نتيجة إيجابية بعد أن فقد الأمل في التأهل.
مباراة بنكهة سياسية
تتجاوز أهمية مباراة اليوم بين مصر وإثيوبيا في تصفيات كأس العالم مجرد كونها مواجهة رياضية في تصفيات كأس العالم، لتتحول إلى لقاء يحمل في طياته شحنات سياسية ودبلوماسية، خاصة في ظل التوتر القائم بين البلدين على خلفية سد النهضة الإثيوبي.
فالمفاوضات بشأن السد ما زالت تراوح مكانها، حيث توقفت آخر جولات الحوار دون التوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف،
وتحديداً حول قواعد ملء وتشغيل السد.
هذا الجمود يلقي بظلاله على أجواء المباراة، ويضفي عليها طابعاً حماسياً إضافياً،
إذ يتطلع كل جمهور إلى فوز فريقه ليس فقط من أجل النقاط الثلاث، بل كرسالة رمزية تعكس التفوق على الخصم في هذا السياق المعقد.
ورغم أن الرياضة عادة ما تكون جسراً للتقارب، إلا أن هذه المباراة قد تشهد توتراً خارج الخطوط المعتادة،
مما يجعلها تحت الأضواء ليس فقط لعشاق كرة القدم، بل للمتابعين للشأن السياسي أيضاً.
الفراعنة في طريقهم لمونديال 2026
على الرغم من تاريخها العريق في كرة القدم الأفريقية، لم يكن وصول مصر لكأس العالم منتظماً،
وغالباً ما كانت مشاركاتها تفصلها فترات طويلة.
فبعد أول ظهور لها كأول دولة أفريقية في المونديال عام 1934، احتاجت 56 عامًا للعودة إلى الساحة العالمية في عام 1990،
قبل أن تتأهل مرة أخرى في 2018.
والآن، يبدو أن الفراعنة على وشك العودة للمرة الرابعة، بفضل مسيرتهم شبه الخالية من العيوب في تصفيات مونديال 2026،
حيث حققوا خمسة انتصارات من ست مباريات. كانت العثرة الوحيدة هي التعادل 1-1 خارج أرضهم مع غينيا بيساو،
لكن مصر سرعان ما استعادت توازنها وحققت انتصارين متتاليين.
يعود فريق المدرب حسام حسن للمنافسات بعد توقف دام أكثر من خمسة أشهر،
حيث كانت آخر مبارياته في مارس الماضي، عندما فاز على إثيوبيا 2-0 ثم على سيراليون 1-0.
أرقام مميزة للفراعنة
أظهر المنتخب المصري تفوقًا كبيرًا هجوميًا ودفاعيًا، حيث سجل 14 هدفًا ليتصدر مجموعته في عدد الأهداف المسجلة،
بينما لم تهتز شباكه سوى مرتين فقط، وهو أقل عدد من الأهداف التي استقبلتها فرق المجموعة الرابعة.
هذه الصلابة الدفاعية تجعل مهمة الضيوف الإثيوبيين أكثر صعوبة، خاصة وأنهم فشلوا في التسجيل في خمس من مبارياتهم الست السابقة ضد مصر خارج أرضهم، وخسروا في كل تلك المباريات.
طموح إثيوبي في مواجهة صعبة
من جانبها، أظهرت إثيوبيا بعض القدرات الهجومية في هذه التصفيات، مسجلة سبعة أهداف،
لكن خط دفاعها كان هشًا بنفس القدر، حيث استقبلت شباكها نفس العدد.
يبدو أن التأهل التلقائي أصبح بعيد المنال بالنسبة لهم نظرًا لفارق النقاط العشر مع مصر،
كما أن الفارق البالغ خمس نقاط عن المركز الثاني يجعل المهمة صعبة للغاية.
لذلك، فإن المنتخب الإثيوبي، الذي يمتلك ست نقاط، قد يلعب ببساطة من أجل حفظ ماء الوجه في القاهرة.
ومع ذلك، يأتي فريق المدرب ميساي تيفيري ببعض الثقة بعد تحقيقه أول فوز له في التصفيات في مارس الماضي،
عندما سحق جيبوتي 6-1، وعزز زخمه بفوز ودي على فريق دي سي يونايتد الأمريكي بنتيجة 3-0 في أغسطس.
التشكيل المتوقع للفريقين
أجرى المدير الفني حسام حسن بعض التعديلات على تشكيلة مارس بسبب الإصابات،
حيث استدعى مدافع نادي البنك الأهلي عمرو الجزار ليحل محل اللاعب المصاب ياسر إبراهيم.
كما يغيب لاعب وسط نيس محمد عبد المنعم، بسبب إصابة طويلة في الرباط الصليبي،
بينما عاد مروان عطية بعد تعافيه من إصابة بالفتق.
وسيقود الفراعنة مرة أخرى قائد الفريق ونجم ليفربول محمد صلاح،
الذي يفصله تسعة أهداف فقط عن معادلة الرقم القياسي لحسام حسن نفسه كأفضل هداف في تاريخ المنتخب الوطني.
ومن المتوقع أن يقود خط الهجوم مصطفى محمد أو أسامة فيصل،
مع وجود عمر مرموش لاعب مانشستر سيتي على اليسار وصلاح على اليمين.
تشكيل منتخب إثيوبيا
أما مدرب إثيوبيا، تيفيري، فقد اختار قائمة من 26 لاعبًا، من بينهم حارس المرمى أبو بكر نورا الذي حافظ على مكانه بعد مشاركته في التصفيات الأخيرة.
وسجل كل من بيريخت ديستا وأبو بكر ناصر هاتريك في الفوز 6-1 على جيبوتي، على الرغم من أن الأول لم ينضم إلى القائمة الحالية.
التشكيل المتوقع لمصر: الشناوي؛ هاني، ربيعة، الجزار، تريزيجيه؛ فتحي، عطية؛ صلاح، السيد، مرموش؛ مصطفى محمد.
التشكيل المتوقع لإثيوبيا: نورا؛ جيمس، تيكيستي؛ يوسف؛ ديستا، وولدي، تونجو، ماركنه، كاساي؛ وركو، جوجلسا.
توقع نتيجة المباراة
نتوقع فوز مصر بنتيجة 2-0 على إثيوبيا في تصفيات كأس العالم.
تعتبر مصر المرشح الأوفر حظًا لحصد النقاط الثلاث بالنظر إلى تاريخها العريق، وأدائها المميز في هذه التصفيات،
والدعم الجماهيري الحماسي في القاهرة. أي نتيجة غير الفوز ستكون مفاجأة صادمة.
المصدر: سبورتس مول
