يُعدّ فيلم الجوكر لعام 2019، من تأليف وإخراج تود فيليبس، تحفة سينمائية فريدة من نوعها.
الجوكر عمل يغوص في أعماق النفس البشرية من خلال قصة آرثر فليك، الشخصية التي جسدها بعبقرية الممثل خواكين فينيكس،
الذي نال جائزة الأوسكار عن دوره.
تدور أحداث الفيلم في مدينة غوثام حيث يعاني آرثر من التهميش والتنمر، وتؤدي معاناته إلى انهيار نفسي
يجعله يتخلى عن طموحه في أن يصبح فنانًا كوميديًا ” مهرج”ويتحول تدريجيًا إلى شخصية الجوكر.
بفضل قصته المؤثرة وأدائه المتقن، حقق الفيلم إيرادات تجاوزت مليار دولار،
وأحدث جدلًا واسعًا حول قضايا الصحة العقلية والظلم الاجتماعي.
ما دعانا لاستعراض ملخص للقصة، والتعرف على الموضوعات والشخصية المعقدة التي يتناولها .
موضوعات فيلم الجوكر 2019
تدور أحداث فيلم الجوكر حول مجموعة من الموضوعات المعقدة التي تتشابك لتشكل قصة آرثر فليك.
أحد أبرز هذه الموضوعات هو الصحة العقلية وكيفية تعامل المجتمع مع الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية،
حيث يُظهر الفيلم التهميش والإهمال الذي يتعرض له آرثر، مما يدفعه إلى الانهيار.
بالإضافة إلى ذلك، يتناول الفيلم الفجوة الطبقية الكبيرة في مدينة غوثام، حيث يتصادم عالم الأغنياء المرفهين،
ممثلًا في شخصية توماس واين، مع عالم الفقراء الذين يكافحون من أجل البقاء.
يعكس هذا الصراع حالة الغضب المتزايدة في المجتمع ضد الظلم الاجتماعي وعدم المساواة.
كما يركز الفيلم على التنمر والإساءة التي يتعرض لها آرثر بشكل مستمر، سواء من الأطفال في الشارع أو من زملائه،
مما يفقده شعوره بالكرامة ويدمر ثقته بنفسه.
أخيرًا، يطرح الفيلم سؤالًا حول طبيعة الشر، وهل هو فطري أم نتاج لظروف خارجية،
فقصة آرثر تُشير إلى أن الشر قد يكون نتيجة حتمية لمجتمع يخذل أفراده ويتركهم لمصيرهم.
شخصيات فيلم الجوكر (2019)
فيلم “الجوكر” يركز بشكل أساسي على شخصية واحدة محورية،
لكنه يعرض عدة شخصيات أخرى تؤثر بشكل مباشر على تطورها. إليك أبرز الشخصيات في الفيلم:
1. آرثر فليك / الجوكر (Arthur Fleck / The Joker)
شخصية الفيلم الرئيسية التي يجسدها الممثل خواكين فينيكس.
آرثر هو رجل مضطرب عقليًا يعمل كمهرّج، ويعاني من حالة مرضية تجعله يضحك في مواقف غير مناسبة.
يكافح من أجل البقاء في مجتمع قاسٍ يهمّشه ويستغله.
2. بيني فليك (Penny Fleck)
والدة آرثر، التي تعاني من مرض نفسي. تظهر في البداية كشخصية ضعيفة ومنكسرة، متعلقة بأمل المساعدة من توماس واين.
العلاقة بينها وبين آرثر معقدة جدًا، حيث تعتمد عليه في حياتها، بينما هو يكافح لتحقيق سعادتها.
كشف الحقائق المتعلقة بماضيها يؤدي إلى نقطة تحول كبيرة في حياة آرثر.
3. صوفيا دوموند (Sophie Dumond)
الجارة العزباء لآرثر التي تجسدها الممثلة زازي بيتز.
ينجذب آرثر إليها ويراقبها، ويكون وجودها مصدرًا لأمل كاذب في حياته.
تعد شخصيتها مثالًا على الخيال الذي يعيش فيه آرثر، وكشف حقيقة علاقتها به يساهم في دفعه نحو الانهيار الكامل.
4. موراي فرانكلين (Murray Franklin)
مذيع برنامج حواري كوميدي شهير يجسده الممثل روبرت دي نيرو.
يمثل موراي شخصية إعلامية ناجحة وساخرة. يتطلع إليه آرثر كمثاله الأعلى، لكن موراي يسخر من آرثر في برنامجه،
مما يدفع الأخير إلى اتخاذ قرار مصيري.
5. توماس واين (Thomas Wayne)
ملياردير وسياسي بارز في مدينة غوثام، يجسده الممثل بريت كولين
. يمثل توماس الطبقة الغنية التي يكرهها الفقراء.
تتركز حوله آمال والدة آرثر، لكنه يرفض مساعدتها ويصف الفقراء بالكسالى، مما يزيد من شعور آرثر بالظلم.
6. غاري و راندل (Gary & Randall)
زميلا آرثر في العمل.
راندل هو من أعطى آرثر المسدس، مما كان له عواقب وخيمة، بينما كان غاري هو الوحيد الذي يعامل آرثر بلطف.
الجوكر ملخص قصة فيلم “الجوكر”
يبدأ الفيلم في مدينة غوثام حيث نتعرف على شخصية آرثر فليك، رجل يعاني من اضطراب عقلي يجعله يضحك بشكل لا إرادي.
كان آرثر يستعد لعمله كمهرّج، يرسم ابتسامة على وجهه بمرارة وهو يضع مكياجه، بينما تنزل دمعة من عينه، في إشارة إلى حزنه العميق.
في البداية، يعمل آرثر كمهرّج في الشارع، يرقص ببهجة مصطنعة بينما يحمل لافتة لمحل تجاري.
لكن، يسرق منه بعض الأطفال اللافتة، ويهرب آرثر خلفهم لاستعادتها.
وعلى الفور، يعتدون عليه بالضرب ويكسرون لافتته، مما يجعله يشعر بالمرارة والوحدة.
بعد هذه الحادثة، نرى آرثر في جلسة مع طبيبته النفسية.
يضحك بشكل هستيري، ويحكي لها عن معاناته وأن حياته تسير من سيء إلى أسوأ.
يسلّمها مذكراته التي يكتب فيها أحلامه في أن يصبح فنانًا كوميديًا، لكن الطبيبة تقرأ كلامًا محبطًا يعكس يأسه.
في مشهد آخر، يحاول آرثر إضحاك طفل في الحافلة، غير أن والدة الطفل تطلب منه التوقف.
تصيبه نوبة ضحك هيستيرية، فيعطيها بطاقة توضح حالته المرضية.
وعندما يعود إلى منزله، يجد صندوق البريد فارغًا كالعادة.
كانت والدته، بيني، تأمل في تلقي رسالة من توماس واين، الذي عملت لديه سابقًا، تطلب منه مساعدة مالية.
في المقابل، يؤكد لها آرثر أن آمالها واهية.
تخيلات آرثر تصبح جزءًا من واقعه.
يتخيل نفسه يظهر في برنامج المذيع الشهير فرانكلين، الذي يعجب بشخصيته ويدعمه، مما يمنحه شعورًا زائفًا بالأمل.
لكن، الواقع كان أكثر قسوة.
نقطة تحول
يتلقى آرثر مسدسًا من زميله في العمل راندل للدفاع عن نفسه، غير أن هذا المسدس يصبح نقطة تحول في حياته.
بعد طرده من العمل بسبب حمله المسدس في مستشفى للأطفال، يستقل المترو.
وفي تلك اللحظة، يرى ثلاثة شباب متنمرين يضايقون فتاة.
تصيبه نوبة ضحك، فيسخرون منه ويعتدون عليه بالضرب.
ولأول مرة، يدافع آرثر عن نفسه ويقتل اثنين منهم.
يهرب الثالث، لكن آرثر يطارده ويقتله.
وبعد ذلك، يهرب إلى أقرب حمام، ويشعر بارتياح غريب بعد ارتكابه أول جريمة قتل.
الكشف عن الأكاذيب
تستمر حياة آرثر في الانهيار.
يذهب ليزور والدته في المستشفى، حيث يرى المحققين يستجوبونها بخصوص جرائم المترو.
وبعد ذلك، يرى في التلفاز توماس واين يصف قاتل المترو بأنه شخص جبان وحاقد، ويدعو الفاشلين بـ”المهرجين”.
يتأثر آرثر بهذه الكلمات ويجد فيها تأكيدًا على كره المجتمع له.
لكن الصدمة الكبرى تأتي عندما يكتشف آرثر حقيقة حياته.
يذهب إلى مستشفى أركام ليسرق ملف والدته الطبي، وفيه يكتشف أنه متبنّى وأن بيني كانت تكذب عليه بشأن علاقته بتوماس واين.
يعود إلى شقته وهو في حالة غضب شديدة، وتتحول خيالاته عن صوفيا إلى واقع مرير
عندما يدرك أنها لم تكن موجودة في حياته أبدًا.
الجوكر يقتل والدته
تتوالى الأحداث بسرعة.
يذهب آرثر إلى المستشفى ويخنق والدته بالوسادة، منهيًا حياتها المليئة بالأكاذيب.
وعندما يعود إلى المنزل، يتخذ قراره النهائي. يصبغ شعره باللون الأخضر، ويضع مكياجًا جديدًا، ويبدأ التحول إلى شخصية الجوكر.
في هذه الأثناء، يطرق زميلاه السابقان، راندل وجاري، بابه. يدخلان إلى شقته ليواسياه على وفاة والدته.
يقرر آرثر الانتقام من راندل الذي تسبب في طرده، فيطعنه ويقتله. لكنه يرحم جاري لأنه كان الشخص الوحيد الذي عامله بلطف.
ولادة الجوكر والفوضى
يرقص آرثر على السلالم وهو يرتدي زي الجوكر.
يطارده المحققون، لكنه يهرب منهم ويدخل المترو الممتلئ بالأشخاص الذين يرتدون أقنعة المهرجين، مما يدل على أن فوضاه بدأت تنتشر.
أخيرًا، يحين موعد ظهوره في برنامج فرانكلين.
يصعد الجوكر على المسرح ويعترف بقتله لشباب المترو.
يوجه خطابًا قاسيًا للمجتمع، متهمًا إياه بالفشل في الاهتمام بالفقراء والمهمشين.
وعندما يسخر منه فرانكلين، يخرج الجوكر مسدسًا ويطلق عليه النار على الهواء مباشرة.
تقبض الشرطة على الجوكر، لكن سيارة إسعاف يقودها شخص يرتدي قناع مهرج تصطدم بسيارة الشرطة، ويخرج المهرجون الجوكر من السيارة، ويهتفون باسمه.
مقتل توماس واين
في المقابل، تشهد عائلة واين مأساة حقيقية، حيث يقتل أحد المهرجين توماس واين وزوجته، تاركًا بروس وحيدًا.
في نهاية الفيلم، يجد الجوكر نفسه في مصحة عقلية.
يضحك بشكل هستيري عندما تسأله الطبيبة عن سبب ضحكه، ويخبرها أنها لن تفهم.
وفي النهاية، نرى الجوكر وهو يخرج من الغرفة، تاركًا خلفه آثار دماء على الأرض، مما يشير إلى أنه قتل الطبيبة.
بهذه الأحداث، يتحول آرثر فليك، الرجل المضطهد، إلى الجوكر، رمز الفوضى والتمرد ضد الظلم الاجتماعي.
