أخبار

فضيحة الأمير أندرو: شهادات مروعة تكشف عن إساءات جنسية وتجارة بشر

الضحية الرئيسية تنتحر قبل صدور كتابها

لندن

في تطور درامي هز العائلة الملكية البريطانية، أجبرت الضغوط الشعبية والقانونية الأمير أندرو على التنازل الطوعي عن لقب دوق يورك،

وسط اتهامات متزايدة بتورطه في سلسلة إساءات جنسية مرتبطة بجيفري إبستين، الملياردير المدان بتجارة الجنس.

جاء هذا الإعلان يوم الجمعة الماضي، بعد سنوات من الجدل الذي أعاد إحياءه كتاب مذكرات فرجينيا جيوفري، الضحية البارزة في القضية،

والتي انتحرت في أبريل الماضي قبل أسابيع قليلة من نشر الكتاب الذي كان يترقبه العالم بفارغ الصبر.

تفاصيل صادمة

في حوار حصري مع أمي والاس، المؤلفة المسؤولة عن إنهاء ونشر الكتاب بالتعاون مع جيوفري،

كشفت تفاصيل صادمة عن الإساءات التي تعرضت لها جيوفري، بدءًا من لقائها الأول بالأمير أندرو في لندن عام 2001، مرورًا بأعمال جنسية جماعية على جزيرة إبستين الخاصة، وصولًا إلى تهديدات القتل من قبل مسؤولين سابقين.

 “هذا الكتاب ليس مجرد سلسلة من الذكريات المؤلمة، بل هو صرخة للعدالة، وشهادة على قوة امرأة ناضلت لتغيير العالم رغم الجراح”، قالت والاس في الحوار الذي أذاعته قناة “نيو سايت” البريطانية.

لقاء أولي يتحول إلى كابوس: من “سندريلا” إلى ضحية

تعود جذور الفضيحة إلى مارس 2001، حين أيقظت غيلين ماكسويل، الشريكة المدانة لإبستين،

الفتاة البالغة من العمر 17 عامًا فرجينيا جيوفري في منزلها بلندن قائلة: “قومي يا نعسانة، سنقضي يومًا رائعًا”.

كانت جيوفري، التي نشأت في عائلة متواضعة في فلوريدا، تحلم بلقاء أمير كما في فيلم “سندريلا” الذي أحبته منذ الطفولة.

سرعان ما تحول الحلم إلى كابوس، إذ أخبرتها ماكسويل أنها ستُقابل “أميرًا” حقيقيًا: الأمير أندرو، ابن الملكة إليزابيث الثانية.

وفقًا للكتاب، كانت هذه أول رحلة لجيوفري خارج الولايات المتحدة، حيث ساعدتها ماكسويل في استخراج جواز سفرها. اشترت لها ماكسويل ملابس فاخرة، ثم توجهتا إلى منزل ماكسويل حيث التقى الأمير أندرو بالفتاة.

تلاها عشاء في نادي “ترامبس” الليلي، حيث رقص الثنائي معًا.

عند العودة، أمرتها ماكسويل وإبستين قائلين: “الآن، يجب أن تقدمي له ما تقدمينه لنا”.

انسحبا الثنائي، تاركين جيوفري تواجه الأمير وحده، فيما ينفي أندرو أي اتصال جنسي أو حتى لقاء معها.

جزيرة الرعب: حفلة جنسية مع ثماني فتيات أجنبيات

لم يقتصر الاتهام على لندن؛ ففي المرة الثالثة، كما وصفت جيوفري، حدثت إساءة جنسية أخرى على جزيرة “ليتيل سانت جيمس” الخاصة بإبستين في جزر العذراء الأمريكية، المعروفة بـ”ليتيل سانت جيف” بين أصدقائه.

شارك فيها الأمير أندرو، إبستين، وثماني فتيات شابات لا يتحدثن الإنجليزية، تم جلبهن من باريس بواسطة الوكيل جان لوك برونيل، الشريك المقرب لإبستين.

“كانت هناك نكات ساخرة حول كيفية التعامل مع هؤلاء الفتيات اللواتي لا يتحدثن الإنجليزية، فهن الأسهل”، روت والاس،

مشيرة إلى أن جيوفري كانت الوحيدة التي تتحدث اللغة، مما جعلها الوسيطة في هذه “الحفلة الجماعية”.

أصبح إبستين مهووسًا بالسادية والمازوخية، مما أدى إلى تعذيب جيوفري جسديًا: ربطت كالحيوان، وأُجبرت على الزحف على الأرض، في تجارب وصفتها والاس بـ”المرعبة”.

لماذا لم تكشف الأسماء؟ خوف من القتل وتهديدات قانونية

رغم الاتهامات، لم يُذكر في الكتاب أسماء جميع الجناة، بما في ذلك “وزير سابق” وصفت جيوفري اغتصابه لها على الجزيرة وخنقها حتى فقدان الوعي.

“كانت تخاف منه، تخاف أن يؤذيها أو يقتلها”، قالت والاس، موضحة أن الضحايا يزنون بين تكلفة الكشف – فقدان الخصوصية، السلامة، والمعاناة النفسية – وبين هدفهم في جعل العالم أفضل.

“الناس ذوو المال والسلطة لا يحق لهم إيذاء الآخرين دون عقاب”، أضافت، مشيرة إلى تهديدات أخرى بـ”إبقاء أسمائنا خارج فمك، أو سنغرقك في المحاكم مدى الحياة”.

ذكرت الكاتبة دونالد ترامب، لكن بإيجابية؛ فقد التقته جيوفري في فندق “مار أ لاغو” في فلوريدا عام 2001، حيث عملت كعاملة مناشف بـ9 دولارات في الساعة، قبل أن تقترب من ماكسويل.

“كان لطيفًا معها في سن 15 أو 16″، قالت والاس، مشيرة إلى حملة ترامب الانتخابية السابقة لإصدار ملفات إبستين، التي يمكن أن تخفف العبء عن الضحايا بكشف الأسماء دون تعريضهن للخطر.

التنازل عن اللقب: انتصار رمزي للعدالة

اعتبرت والاس تنازل الأمير أندرو عن لقبه “انتصارًا لجيوفري”، رغم بقائه رسميًا.

“إنه إجراء تاريخي في عصر الملوكية الحديث، خطوة نحو المساءلة”، قالت، محذرة من أن أندرو كان يمكنه المساعدة في التحقيقات الأمريكية، لكنه لم يفعل.

“رأى أشياء على تلك الطائرات المعاد تصميمها كأدوات تجارة جنس، يجب أن يشهد الآن”.

في تسوية مع جيوفري عام 2022، اعترف أندرو بآلام الضحايا ووعد بدعمهن ضد تجارة الجنس، لكنه لم يفعل شيئًا ملموسًا، حسب والاس.

دور ماكسويل: ليست مجرد وسيطة

رفضت والاس فكرة عفو ماكسويل، المدانة بـ20 عامًا سجنًا: “كانت صيادة ماهرة، تتربص بمدارس نيويورك للفتيات الشابات”.

نفت أي رواية تحول ماكسويل إلى “سكرتيرة”، مؤكدة تورطها المباشر في الإساءات.

وفاة جيوفري: بطلة سقطت ضحية للصدمة

انتُحرت فرجينيا جيوفري في 25 أبريل 2025، في مزرعتها قرب بيرث بأستراليا، عن عمر 41 عامًا، بعد معاناة مدى الحياة مع آثار الإساءة.

نشأت في طفولة صعبة، هربت لتصبح أمًا لثلاثة أطفال، لكن بعد ولادة ابنتها الثالثة، قررت الكشف عن الإساءات لتحميها.

“كانت بطلة، ألهمت الناجيات، لكن ثقل الإساءة أصبح لا يُحتمل”، قالت والاس، حزينة لعدم رؤيتها الكتاب.

أشادت منظمات مثل RAINN بشجاعتها، محذرة من ارتفاع معدلات الانتحار بين الناجيات.

في الختام، يُعد كتاب جيوفري، الذي صدر بعد موتها، تذكيرًا مؤلمًا بأن السلطة لا تمنح الحصانة، وأن صرخة ضحية واحدة يمكن أن تهز أركان الملوك.

هل سيكون تنازل أندرو البداية لمحاسبة أوسع؟ الإجابة تكمن في الملفات المغلقة وشهادات المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى