ملخص مسرحية “قصة حديقة الحيوان”The Zoo Story لـ إدوارد ألبي

“قصة حديقة الحيوان” (The Zoo Story)، هي مسرحية من فصل واحد للكاتب المسرحي الأمريكي إدوارد ألبي.
تُعد هذه المسرحية أول عمل لألبي، وقد كتبها في عام 1958، واستغرق إنجازها ثلاثة أسابيع فقط.
حملت المسرحية في البداية عنوان “بيتر وجيري“. كتب ألبي أيضًا جزءًا مسبقًا لها بعنوان “الحياة المنزلية“ (Home Life) في عام 2007.
نبذة عن إدوارد ألبي
وُلد إدوارد فرانكلين ألبي الثالث عام 1928 وتوفي عام 2016، وهو كاتب مسرحي أمريكي اشتهر بأعماله مثل “قصة حديقة الحيوان” و “صندوق الرمل” (The Sandbox) عام 1959،
و “من يخاف من فرجينيا وولف؟” (Who’s Afraid of Virginia Woolf?) عام 1962، و “توازن دقيق” (A Delicate Balance) عام 1966، و “ثلاث نساء طويلات القامة” (Three Tall Women) عام 1994،
و “الماعز أو من هي سيلفيا؟” (The Goat, or Who Is Sylvia?) عام 2002، و “الحلم الأمريكي” (The American Dream) عام 1961، و “في كل مكان” (All Over) عام 1971، و “كيب سكيب” (Seascape) عام 1975.
يرى بعض النقاد أن أعمال ألبي تُصنف ضمن مسرح العبث، وهو أسلوب مسرحي يركز على أفكار الوجودية
ويعكس ما يحدث عندما تفتقر الحياة البشرية إلى المعنى والهدف، وتنهار وسائل التواصل بين البشر.
غالبًا ما يكون بناء مسرحيات العبث دائريًا، حيث تنتهي النقطة النهائية عند نقطة البداية نفسها.
وفي هذه المسرحيات، يفسح البناء المنطقي والمناقشة المجال للكلام غير العقلاني وغير المنطقي، وصولًا إلى الاستنتاج النهائي وهو الصمت.
من الأمثلة الشهيرة على مسرح العبث مسرحية “في انتظار غودو“ (Waiting for Godot) لصموئيل بيكيت.
ومن الكتاب المسرحيين الآخرين الذين تناولوا مواضيع مسرح العبث يوجين يونسكو و جان جينيه.

ملخص مسرحية “قصة حديقة الحيوان“
تستكشف المسرحية مواضيع العزلة، والوحدة، وسوء التواصل. في عام 2007، بعد كتابة مسرحية “الحياة المنزلية”، قال إدوارد ألبي إنها ستكون الفصل الأول من “قصة حديقة الحيوان”،
وأن الأخيرة هي الفصل الثاني. كلا المسرحيتين تُعرضان تحت عنوان “في المنزل في حديقة الحيوان“ (At Home at the Zoo).
شخصيات المسرحية
- بيتر: رجل في منتصف العمر من الطبقة المتوسطة العليا.
يصفه ألبي بأنه “رجل عادي بكل المقاييس”، لا هو “قبيح ولا وسيم”.
يعيش في شقة في الجانب الشرقي العلوي من نيويورك مع زوجته وابنتيه. يعمل ناشرًا للكتب المدرسية.
- جيري: أصغر سنًا من بيتر، وأقل ثراءً.
شخصيته متقلبة، ويمتلك إرهاقًا عظيمًا ولكنه يتمتع أيضًا بقوة كبيرة.
لا يمتلك أي عائلة على قيد الحياة أو شريكًا رومانسيًا.
يعيش في منزل داخلي متهدم في الجانب الغربي العلوي، وهو عاطل عن العمل.
ماهي قصة مسرحية حديقة الحيوان ؟
تدور أحداث المسرحية بعد ظهر يوم أحد في حديقة سنترال بارك بمدينة نيويورك.
يجلس بيتر، وهو رجل من الطبقة المتوسطة، يقرأ بهدوء على مقعد في الحديقة، كعادته كل يوم أحد.
يقاطعه رجل أصغر سنًا، يدعى جيري، يبدو رث المظهر، يقف بالقرب من المقعد ويعلن أنه كان في حديقة الحيوان.
يستغرب بيتر سبب اختيار هذا الغريب التحدث إليه.
يحاول العودة إلى كتابه، لكنه لا يستطيع، فيبدأ في التواصل مع جيري. يحاول جيري أن يثير موضوعًا غامضًا حدث له في حديقة الحيوان.
يظل بيتر جالسًا على المقعد وجيري يقف بجانبه.
يبدآن في التحدث عن عائلة بيتر؛ فهو متزوج ولديه ابنتان، كما يملك قطتين وببغاءين.
يستنتج جيري من كلام بيتر أن الأخير غير راضٍ تمامًا عن حياته الأسرية. يقول بيتر إنه كان يرغب في إنجاب أولاد وكلاب.
أسئلة شخصية
ينزعج بيتر من أسئلة جيري الشخصية، لكن جيري يعتذر ويوضح أنه لا يتحدث مع الكثير من الناس،
وعندما يفعل، فإنه يحب أن يتعرف على الشخص الآخر بشكل حميمي.
يستمر بيتر في الإجابة على أسئلة جيري، ويخبره أنه يعمل في مجال النشر للكتب المدرسية ويعيش في شقة جميلة.
ثم يبدأ جيري في سرد قصصه.
يوضح أنه سافر في جميع أنحاء نيويورك للاقتراب من حديقة الحيوان من “الاتجاه الصحيح”.
بعد سماع هذا، يخمن بيتر أن جيري يعيش في قرية غرينتش، لكن جيري يتهم بيتر بمحاولة تصنيفه
ويكشف أنه يعيش في منزل داخلي متهدم في الجانب الغربي العلوي.
يواصل جيري وصف المستأجرين الآخرين في منزله، وممتلكاته القليلة، وتاريخ عائلته.
كلبة صاحبة المنزل
يتحدث عن كلبة صاحبة المنزل، التي تشرب الخمر بكثرة وتتحرش به كثيرًا.
يشعر بيتر بالرعب ويعلق بأن مثل هذه الشخصيات لا يمكن أن توجد إلا في الكتب.
يكشف جيري أنه في كل مرة يدخل فيها المنزل، تحاول الكلبة مهاجمته.
حاول أن يصادقها بإطعامها اللحم المفروم لمدة أسبوع، ولكنها كانت تأكل اللحم ثم تهاجمه.
ثم وضع خطة جديدة لقتل الكلبة بلحم مسموم.
يفزع بيتر من هذا الاعتراف، لكن جيري يوضح أن محاولته لقتل الكلبة لم تنجح.
بعد فشله في محاولة مصادقتها وقتلها، شعر بالفضول لمعرفة طبيعة علاقتهما الجديدة.
يقول إنه إذا لم يتمكن من التواصل مع كلب، فلن يتمكن من إيجاد تواصل أو تفاهم في أي مكان، ربما حتى مع الله.
يصف جيري أول لقاء له مع الكلبة بعد محاولة تسميمها.
يقول إنه نظر إلى الكلبة حتى تواصلا بصريًا، ثم اتفقا بصمت على أن يترك كل منهما الآخر وشأنه.
هذا اللامبالاة الجديدة تُحزن جيري، ويخبر بيتر أنه لم يعد هناك أي حب أو أذى بينهما.
ينهي جيري مونولوجه ويجلس.
يستاء بيتر ويقول إنه لا يفهم القصة.
يتهم جيري بيتر بالكذب ويصر على أن بيتر يجب أن يفهم قصته لأنه شرح كل شيء بوضوح.
يعتذر بيتر لإزعاج جيري، ويبدأ الاثنان في الوقوف.
يريد بيتر أن يهرب من هذه المحادثة، ويقول إن طيوره المنزلية ستجهز العشاء وقططه ستعد المائدة.
يشعر بيتر بالهدوء مجددًا.
صراع المقعد
يوضح جيري أنه جاء إلى حديقة الحيوان ليتعلم كيف يتعايش الناس والحيوانات مع بعضهم البعض.
يضرب جيري بيتر على ذراعه ويطلب منه أن يبتعد عن المقعد.
يستمر جيري في ضرب بيتر ويأمره بالابتعاد.
يغضب بيتر عندما يصبح جيري أكثر عنفًا، ويبدأ في الصراخ لطلب الشرطة.
يسخر جيري من بيتر ويصفه بـ”الخضار”.
تزداد حدة الجدال بينهما.
يحذر جيري بيتر من أنه إذا أراد المقعد، فعليه أن يقاتل من أجله “كرجل”.
وبينما يستعد بيتر للقتال، يخرج جيري سكينًا، ولكنه بدلًا من استخدامه، يلقيه عند قدمي بيتر.
يتردد بيتر في التقاط السكين، ولكن بمجرد أن يمسك بها، يركض جيري ويصرخ “مثل حيوان سمين جريح”.
يصاب بيتر بالذعر، ويقول “يا إلهي” مرارًا وتكرارًا.
يكشف جيري عن نيته من زيارة حديقة الحيوان.
يقول إنه قرر قبل فترة أن يجد شخصًا مثل بيتر ليتحدث معه.
يشكر جيري بيتر على مواجهته، ويخبره أنه “ليس خضارًا حقًا”، بل هو “حيوان أيضًا”.
يمسح جيري بصمات أصابع بيتر عن السكين وينصحه بالهرب.
لا يستطيع بيتر التحرك، ويطلق عواءً بائسًا ويهرب من على المسرح بينما يموت جيري.
يهمس بيتر “يا إلهي”، وتنتهي المسرحية.
مواضيع المسرحية
الاغتراب والتفاهم: من شخصية جيري، نكتشف أنه شخص وحيد. عندما يتحدث بيتر عن عائلته، لا يمتلك جيري ما يقوله عن عائلته.
وحتى في حياة بيتر، فهو يشعر بالاغتراب أو لديه توقعات غير محققة من الحياة.
يتضح من نقاش جيري أنه كانت لديه علاقة مضطربة مع الكلبة، وهو شخص غامض يعاني من صعوبة في التواصل مع الناس.
في نهاية المسرحية، يدفع جيري بيتر إلى العنف، مما يؤدي إلى قتال يكشف فيه كل منهما عن طبيعته الحقيقية،
ويبدآن في فهم بعضهما البعض بشكل أفضل.
سوء التواصل: تحمل المسرحية أيضًا موضوع سوء التواصل بين جيري وبيتر،
حيث يجد كل منهما صعوبة في فهم الآخر، ولا يمكنهما تطوير محادثة ودية.
ينزعج بيتر ويريد حقًا مغادرة المكان، بينما يحتاج جيري إلى رفيق للتحدث أو لمشاركة مشاكله.
كما أن سبب وفاة جيري يؤكد أنه كان مغتربًا طوال حياته.
اللاعقلانية والعنف:
يعكس بيتر حياة مستقرة للطبقة المتوسطة وارتباطه بالمعايير الاجتماعية.
على النقيض من ذلك، يعرض جيري سلوكيات اجتماعية قديمة، واندفاعات غير متوقعة، وهوسًا بالحيوانات.
يربط بين الرجلين شعور مشترك بعدم الأمان حول رجولتهما.
المنطق مقابل الإيمان: بيتر هو ناشر كتب مدرسية عقلاني، يقضي كل يوم أحد في الحديقة يقرأ.
وجهات نظره منظمة وعقلانية، ولا يبدو أن لديه اهتمامًا بالأشياء غير القابلة للتفسير مثل الروحانية.
في المقابل، يتصرف جيري بشكل متقلب، ويطرح أسئلة لا يمكن الإجابة عليها،
ويذكر الإله والإيمان في لحظات حاسمة من المسرحية.
في لحظة العنف، يصرخ كلا الشخصين “يا إلهي”.
رمزية المسرحية:
تستخدم المسرحية عدة رموز:
حديقة الحيوان: جيري، الذي يشعر بالوحدة، أراد المجيء إلى الحديقة لمشاهدة الحيوانات والناس، ورؤية كيف تتعايش الحيوانات مع بعضها البعض ومع البشر.
الكتب والقراءة: عندما يصف جيري قسوة كلبة صاحبة المنزل، يقول بيتر إنه لم يواجه مثل هذه الشخصيات إلا من خلال القراءة، أي في الكتب. بيتر،
كونه قارئًا، يفترض أن الناس غير طبيعيين إذا تحدثوا كثيرًا أو تصرفوا بشكل غريب مثل جيري.
المقعد: تدور المسرحية بأكملها حول المقعد في الحديقة. بيتر، كرجل مهذب، يجلس على المقعد، بينما جيري يفتقر إلى ضبط النفس ويتحرك حول المقعد.
بالإضافة إلى ذلك، يحاول جيري الاستيلاء على المقعد، بينما يرى بيتر ذلك هجومًا على رجولته.