مذيعة أمريكية: الولايات المتحدة تتحول إلى دولة استبدادية بسبب الشرطة السرية

في تقرير مثير للجدل أذاعته المذيعة الأمريكية الشهيرة راشيل مادو rachel maddow على قناة “إم إس إن بي سي”،
قدمت مادو تحليلاً صارخًا للوضع السياسي الراهن في الولايات المتحدة،
مؤكدة أن البلاد تتحول إلى دولة استبدادية ، وأنها “تجاوزت الخط” وانتقلت إلى مرحلة لم تعد فيها التهديدات مجرد تحذيرات، بل أصبحت واقعًا ملموسًا.
الشرطة السرية والعسكرة الداخلية
في تقريرها، وصفت مادو ملامح ما أسمته بـ”الدكتاتورية قيد التوطيد”، مشيرة إلى وجود “قوة شرطة سرية”
مجهولة الهوية تعمل على بث الخوف واستخدام القوة المفرطة.
ووفقًا لتقريرها، فإن هذه القوة تقوم باعتقال الأفراد دون تهم أو إجراءات قانونية،
وتخطفهم من الشوارع وتنقلهم إلى مواقع احتجاز سرية.
وأشارت مادو أيضًا إلى تحول خطير في استخدام القوة العسكرية، حيث لم تعد موجهة ضد الأعداء الخارجيين فقط،
بل أصبحت موجهة “نحو شعب البلاد نفسه”.
واستدلت على ذلك بخطط لدمج القوات العسكرية في جهود إنفاذ قوانين الهجرة، وتوسيع نطاق القواعد العسكرية
لمنح القوات صلاحية اعتقال وتفتيش المواطنين على الأراضي الأمريكية.
استهداف المهاجرين وتضييق الخناق على المعارضة
اعتبرت مادو أن المهاجرين يُستخدمون “كبش فداء” لتبرير الإجراءات القمعية،
حيث يتم تصويرهم كـ”عدو داخلي” يستحق أقسى أنواع العقاب.
ونقلت عن الرئيس الأمريكي تصريحاته التي تشير إلى أن “التالي سيكون السكان الأصليون”،
مؤكدة أن التهديد يتجاوز فئة المهاجرين ليشمل فئات أخرى من المجتمع.
ولم يقتصر التحليل على الشرطة والقوات المسلحة، بل امتد ليشمل المؤسسات المدنية.
فقد حذرت مادو من ترهيب الإعلام والجامعات والمؤسسات القانونية، مؤكدة أن الهدف هو “إسكات الأصوات المعارضة”
وتجريد المؤسسات من خبرائها الذين قد يختلفون مع الرواية الرسمية.
وشددت على أن أي مصدر سلطة أو حقيقة يتعارض مع ما يصر عليه الزعيم يجب أن يُقضى عليه.
المقاومة الشعبية: بارقة أمل في وجه الاستبداد
في ختام تقريرها، طرحت مادو سؤالاً حاسمًا: “ماذا يمكنكم أن تفعلوا من أجل بلدكم؟“.
وأكدت أن السؤال لم يعد يتعلق بكيفية تجنب هذا الواقع، بل بكيفية محاربته الآن.
وركزت على أشكال المقاومة الشعبية التي بدأت تظهر، مثل تصوير أفراد الشرطة السرية
وفضح ممارساتهم، والاحتجاجات خارج معسكرات الاحتجاز، ومضايقة السياسيين الجمهوريين في لقاءاتهم العامة.
وأشارت مادو إلى أن المواطنين الأمريكيين يرفضون الخضوع لهذا الواقع،
ويستخدمون الأدوات الديمقراطية المتاحة لهم لإبطاء وتيرة التحول الاستبدادي،
مؤكدة أن “الوضوح“ هو أهم مكسب في هذه المرحلة، وأنه لم يعد هناك مجال للانتظار والترقب.