كبرياء وتحامل.. حين يُصلح الحب ما أفسدته الفوارق الاجتماعية

لا تزال رواية كبرياء وتحامل، من أهم الأعمال الأدبية الكلاسيكية التي تلقى رواجا واسعا  سواء في  متاجر الكتب أو في الأعمال السينمائية والتلفزيونية.

يكمن جمال هذه الرواية الخالدة، في أسلوب الكتابة الساحر و العبارات الشيقة  للكاتبة الإنجليزية الشهيرة جين أوستن،

بجانب التصوير الرائع لشخصيات الرواية التي صدرت في عام 1813، والتي تعد من أشهر القصص الرومانسية في الأدب الإنجليزي.

لكن تظل الفكرة الرئيسية التي تدور حولها هذه  القصة،  هي أحد أهم أسرار النجاح الواسع ، الذي حظي به هذا العمل الأدبي على مستوى القراء والنقاد .

تتناول القصة موضوعات مهمة  كالحب والزواج بين  أناس من طبقات اجتماعية مختلفة،

بجانب الأحكام  المتسرعة التي نكونها عن الأشخاص  دون معرفتهم عن قرب.

وكتبت الرواية الأساسية في أكثر من 350 صفحة، لذلك نحاول وضع ملخص عن الشخصيات والموضوعات الرئيسية التي  تتناولها الرواية ، بجانب ملخص عن الأحداث الرئيسية .

الشخصيات الرئيسية في رواية “كبرياء وتحامل” لجين أوستن

إليزابيث بينيت – بطلة ذكية ومستقلة، وهي واحدة من خمس شقيقات ومعروفة بذكائها وآرائها القوية.

السيد دارسي – رجل ثري ويبدو مغرورا وفخورا .

في البداية، يظهر غير ودود، لكنه في الواقع طيب ورقيق ويقع في حب إليزابيث.

السيد بينيت – والد إليزابيث، وهو بعيد بعض الشيء عن شؤون الأسرة ومشغول أغلب الوقت  بالقراءة.

السيدة بينيت – والدة إليزابيث، وهي مهووسة بزواج بناتها الخمس من رجال أثرياء.

جين بينيت – أخت إليزابيث الكبرى اللطيفة والجميلة، تقع في حب السيد بينجلي.

السيد بينجلي – رجل ودود وثري يقع في حب جين بينيت.

السيد كولينز – رجل دين ينظر للزواج  نظرة عملية بحتة، يتقدم لخطبة إليزابيث لكن ينتهي به الأمر بالزواج من صديقتها شارلوت.

شارلوت لوكاس – صديقة إليزابيث العاقلة التي تتزوج السيد كولينز.

ليديا بينيت – الأخت الصغرى، متهورة وتهرب مع السيد ويكهام.

السيد ويكهام – جندي ساحر يسبب المتاعب في القصة، بسبب سلوكه الشائن في الإيقاع بالفتيات صغيرات السن.

المواضيع والقضايا الاجتماعية في رواية كبرياء وتحامل

تتناول رواية “كبرياء وتحامل” لجين أوستن عدد من  الموضوعات والقضايا الاجتماعية التي يمكن إيجازها فيما يلي:

1-الحب والزواج – تسلط الرواية  الضوء على ما يمكن أن يقوم به الحب في  التغلب على الاختلافات الاجتماعية بين الطبقات المختلفة، وضرورة إيجاد الحب الحقيقي ليكون أساس  الزواج.

2-الكبرياء والتحامل – تكشف الرواية كيف يمكن للكبرياء والتحامل أن يؤديا إلى سوء الفهم ومنع نسج العلاقات.

3-الطبقة الاجتماعية – تسلط القصة الضوء على كيفية تأثير الفوارق الطبقية في المجتمع على حياة الناس وعلاقاتهم ببعضهم البعض.

4-الأسرة والسمعة – تؤكد على أهمية الأسرة وكيف يمكن للسمعة  السيئة لفرد واحد في الأسرة أن تؤثرعلى حياة باقي الأفراد.

5-تطوير الشخصية – تتعلم الشخصيات الرئيسية في هذه القصة، موهبة  التغلب على نواقصها لتصبح أشخاصًا أفضل.

6-الاستقلال – تصور الرواية كفاح النساء لإيجاد الاستقلال واتخاذ خياراتهن الخاصة في مجتمع حد من خياراتهن.

7-الفكاهة والسخرية – تستخدم الرواية الفكاهة والسخرية للتعليق على معتقدات وعادات كانت سائدة في  ذلك الوقت.

ملخص رواية  كبرياء وتحامل

تبدأ الرواية بأحد أشهر الأسطر في الأدب الإنجليزي: “إنها حقيقة معترف بها عالميًا، أن الرجل العازب الذي يمتلك ثروة  كبيرة، لابد وأن يكون في حاجة  إلى زوجة”.

وبالفعل كانت هذه العبارة هي ما يشغل بال السيدة بينيت طوال الوقت، ما جعلها  تضع نصب عينيها بينجلي الذي وصل حديثًا إلى القرية المجاورة لهم، والذي كانت متأكدة من أنه سيكون زوجًا مناسبًا لإحدى بناتها.

تستهل أحداث  الرواية بوصول اثنين من العزاب الأثرياء إلى القرية  المجاورة : السيد بينجلي، الشاب الساحر والودود، وصديقه السيد دارسي، الفخور والثري والمتحفظ.

يسود جو من الإثارة في قرية لونجبورن المجاورة عندما تنتشر أنباء تفيد بأن شابًا ثريًا يُدعى تشارلز بينجلي استأجر عقار نيذرفيلد بارك، وخاصة في عائلة  ماستر بينيت.

لدى عائلة بينيت خمس بنات غير متزوجات: جين وإليزابيث وماري وكيتي وليديا.

والسيدة بينيت حريصة على رؤيتهم جميعًا متزوجين، من رجال أثرياء حيث أن ملكية منزلهم لن تذهب إلى أي واحدة منهم، بل للسيد كولينز .

حفلة رقص

يذهب آل بينيت إلى حفلة رقص، حيث يكون السيد بينجلي حاضرًا بعد أن يدعوه السيد بينيت لزيارة اجتماعية.

يقضي معظم المساء في الرقص مع جين لأنه معجب بها من الوهلة الأولى .

في الوقت نفسه يبدو السيد دارسي، صديقه المقرب، أقل سعادة بالمساء، رافضا  بغطرسة  عرض إليزابيث  للرقص معها، مما يجعله يبدو مغرورًا ومزعجًا للجميع.

 تمر عدة أسابيع ، ويلاحظ السيد دارسي أنه أصبح أكثر  إعجابا وانجذابًا  لسحر إليزابيث وذكائها، عندما التقيا  سويا في عدة تجمعات الاجتماعية.

 وبعد ذلك تقوم الأخت الكبرى  جين بزيارة منزل  السيد بينجلي، للتعرف على الأسرة بعد قدوم أخته لتزداد مشاعر الارتباط  وتتعمق علاقتها بالسيد بينجلي.

لكن جين تصاب بنزلة برد شديدة، بسبب  الأمطار الغزيرة التي غمرتها وهي في طريقها إلى منزل بينجلي،

مما يجبرها على قضاء عدة أيام في نيذرفيلد .

عندما تعلم إليزابيث بمرض جين تقطع  مسافات طويلة عبر الحقول الموحلة لرعاية جين، 

وهو  أثار اشمئزاز الآنسة بينجلي المتغطرسة، شقيقة تشارلز بينجلي،  لتتهكم في صمت على ملابس  ومنظر إليزابيث.

وتزداد عداوة الآنسة بينجلي  لإليزابيث  عندما  تشعر أن السيد  دارسي، الذي تطارده، يعطي إليزابيث الكثير من الاهتمام.

بعد شفاء جين تنتقل الأختان إلى منزل الأسرة مرة أخرى، ليزور السيد كولينز  منزلهما.

قوانين الميراث

بسبب قوانين الميراث في تلك الحقبة من  المنتظر أن تنتقل ملكية السيد بينيت، التي تم “استملاكها” أو تقييدها على الخلفاء الذكور، إلى السيد كولينز، رجل الدين الشاب.

على الرغم من إعجابه الشديد بفتيات بينيت، إلا أن السيد كولينز ينظر إليه من جين وإليزابيث  على أنه  أحمق متغطرس.

بعد وقت قصير من وصوله، يطلب من إليزابيث الزواج منه، ويجرح كبرياؤه عندما ترفض عرضه،

  الذي كان مدفوعا برغبة امرأة ثرية كان تحت رعايتها.

في غضون ذلك، أصبح ضباط الميليشيا المتمركزون في بلدة مجاورة أصدقاء مع فتيات بينيت.

ومن بين هؤلاء  الضباط  ويكهام، الجندي الشاب الساحر الذي يتعامل بلطف مع إليزابيث،

ويخبرها كيف خدعه دارسي ظلماً  وحرمه من ميراثه في والد دارسي  الذي كان قد اتخذه أبا روحيا.

وسط ذهول جين، يغادر آل بينجلي ودارسي نيذرفيلد في بداية الشتاء  فجأة ليعودون إلى لندن.

ثم يأتي خبر خطوبة السيد كولينز بشارلوت لوكاس، الصديقة المقربة لإليزابيث وابنة محرومة لفارس محلي، بمثابة صدمة أخرى للعائلة .

تُعلم شارلوت إليزابيث أنها وافقت على تلك الزيجة لأنها متقدمة في السن وتحتاج إلى زوج لأسباب مالية.

تتعهد إليزابيث بزيارة منزل شارلوت والسيد كولينز الجديد بعد زواجهما.

مع اقتراب فصل الشتاء، تسافر جين إلى المدينة لزيارة معارفها، متوقعة أن تصادف السيد بينجلي.

بينما يتجاهل السيد بينجلي زيارتها، فيما تقوم الآنسة بينجلي بزيارة مفاجئة لها اتسمت بالقسوة في التعامل.

فرص الأخوات بينيت في العثور على زوج ضئيلة

في ربيع ذلك العام، تقوم إليزابيث بزيارة شارلوت، التي انتقلت منذ ذلك الحين بالقرب من مسكن السيدة كاثرين دي بورغ، المؤيدة للسيد كولينز وخالة السيد  دارسي.

عندما يزور دارسي السيدة كاثرين، يصادف إليزابيث، ونتيجة لوجودها، يقوم بعدة رحلات إلى منزل كولينز، حيث تقيم إليزابيث مع صديقتها.

يقدم دارسي عرض زواج مذهل في أحد الأيام، لكن إليزابيث ترفضه على الفور، مما يصيب دارسي بالذهول.

توبخ إليزابيث  دارسي لأنه أبعد بينجلي عن جين وحرم ويكهام من الميراث بعد أن أخبرته أنها تراه مغرورًا ووقحًا.

 بعد أن تركها، قام  دارسي  بكتابة  خطاب لإليزابيث  بسرعة.

اعترف في هذه الرسالة أنه نصح بينجلي بالابتعاد عن جين، لكنه يزعم أنه فعل ذلك فقط لأنه يعتقد أن علاقتهما الرومانسية ليست جادة.

أما فيما  يتعلق بأمر بويكهام، يخبر إليزابيث أن الضابط الشاب يكذب وأن خطته للهروب مع أخته جورجينا دارسي كانت السبب الحقيقي وراء حرمانه من الميراث.

مشاعر إليزابيث

تعيد إليزابيث النظر في مشاعرها تجاه دارسي بعد قراءة هذه الرسالة.

عندما تعود إلى المنزل، تعامل ويكهام بفظاظة.

يزعج رحيل ضباط الميليشيا الفتيات الأصغر سنًا والمهووسات بالرجال من عائلة بينيت.

يتم نشر فوج ويكهام في برايتون، تقنع ليديا الأخت الصغرى لإليزابيث والدها بمنحها الإذن بقضاء الصيف هناك مع عقيد متقاعد.

عندما يحل يونيو أخيرًا، تشرع إليزابيث في رحلة أخرى،  تقضيها هذه المرة مع أقارب عائلة بينيت، وهي عائلة جاردينر.

تسافر إلى الشمال وتصل في النهاية إلى محيط قصر دارسي، بيمبرلي.

بعد التأكد من غياب دارسي، تزور بيمبرلي وتستمتع بالمنزل والأراضي،  بينما تتعرف على سيد دارسي العظيم واللطيف من موظفيه.

فجأة، يظهر دارسي ويعاملها بأدب.

يستضيف دارسي عائلة جاردينر دون ذكر غرضه من هذه الاستضافة، ويطلب من إليزابيث مقابلة أخته ذات الـ15 عاما، والتي كانت تهوى الموسيقى مثل إليزابيث.

هروب ويكهام وليديا

تتلقي إليزابيث رسالة من المنزل تخبرها بأن ليديا هربت مع ويكهام وأنهما لم يعودا في الأفق، وأن ليديا وويكهام ربما أقاما علاقة  خارج إطار الزواج ، وهو ما يلطخ سمعة العائلة .

تسرع إليزابيث إلى المنزل بسبب القلق بشأن الإحراج الذي قد يسببه مثل هذا الحدث لعائلتها بأكملها.

يعود السيد بينيت أخيرًا إلى المنزل دون العثور على ليديا،  بعد ذلك  يقوم السيد جاردينر بالذهاب للبحث عنها.

عندما يبدو أنه لم يعد هناك أمل، يكتب السيد جاردينر ليخبرهم أنه تم تحديد مكان الزوجين وأن ويكهام وافق على الزواج من ليديا مقابل راتب سنوي.

يتأكد آل بينيت من أن السيد جاردينر قد سدد دين ويكهام الذي كان قد خسره في لعب القمار، لكن إليزابيث تكتشف أن دارسي هو الذي قدم الأموال وأنقذ عائلتها.

يذهب ويكهام وليديا، اللذان تزوجا، في زيارة قصيرة إلى لونجبورن، حيث يعاملهما السيد بينيت بفظاظة.

بعد ذلك، ينطلقان إلى شمال إنجلترا  حيث حصل ويكهام  على الوظيفة الجديدة هناك.

يعود بينجلي إلى نيذرفيلد برفقة صديقه دارسي،   وبعد فترة وجيزة من عودته،  يذهب إلى منزل عائلة بينيت ليتحدث مع جين.

يبقى دارسي معه ويزور آل بينيت، لكنه لا يعبر أبدًا عن رغبته في الزواج من إليزابيث.

وعلى النقيض من ذلك، يواصل بينجلي دعوته ويطلب من جين الزواج منه، مما يسعد الجميع باستثناء أخت بينجلي المتغطرسة.

السيدة كاثرين دي بورغ

تزور السيدة كاثرين دي بورغ لونجبورن بينما تقيم العائلة حفلة.

وتواجه إليزابيث وتزعم أنها علمت أن ابن أخيها دارسي ينوي الزواج منها.

تريد السيدة كاثرين من إليزابيث أن تتعهد  لها بأنها لن تقبله، لأنها تعتقد أن  زواج دارسي مع إحدى فتيات عائلة بينيت هو زواج غير مناسب لابن أخيها.

ترفض إليزابيث بأدب، وتصرح بأنها على الرغم من أنها ليست مخطوبة لدارسي، إلا أنها لن تقدم أي وعود قد تعرض سعادتها للخطر.

لاحقًا، بينما يتنزه دارسي وإليزابيث معًا، يعترف بأن مشاعره لم تتغير تجاهها منذ الربيع.

تنتهي الرواية بزواج إليزابيث بينيت والسيد دارسي وعيشهما بسعادة في بيمبرلي، ملكية دارسي الكبرى.

تتزوج جين بينيت والسيد بينجلي أيضًا ويعيشان في مكان قريب.

كما تجد الشخصيات الأخرى في الرواية سعادتهم، حيث تصالحت ليديا بينيت والسيد ويكهام في النهاية وعاشت شارلوت لوكاس والسيد كولينز حياة مريحة معًا.

تعتبر نهاية رواية كبرياء وتحامل مرضية لأنها تكافئ الشخصيات الجيدة وتعاقب الشخصيات السيئة.

كما تُظهر أن إليزابيث ودارسي تعلما من أخطائهما وأصبحا الآن مستعدين لبدء حياة سعيدة معًا.