يصفه البعض بأنه وسوسة شيطان.. الحب بين الحقيقة والخرافة

يظل الحب لغزا ظاهراوخفيا، بالنسبة للمرأة التي دائما ما تبدأ مبكرا رحلتها الطويلة للبحث عنه لدى الطرف الآخر، حاملة فلسفة خاصة عن ذلك الأحساس الذي يشبه السحر أحيانا وقد يصفه البعض بأنه وسوسة شيطان في أحيان أخرى.
فهل تعتقدين أن الحب أعمى؟ وهل هو خرافة أم حقيقة؟ وكيف تعرفين الفرق بين الحب والافتتان؟ ستكشف لك “الريبورتاج” حقيقة غير متوقعة حول هذا الموضوع.
ما هو الافتتان أو الإعجاب؟
عادة ما تقع الأنثى في فخ عدم التفرقة بين الحب والافتتان، والذي غالبا ما يكون قصير الأجل ولا يتحول دائمًا إلى حب حقيقي.
فعندما تكوني في حالة حب، ستشعرين بمشاعرشديدة تجاه الشريك، وتنجذبي إليه وتتصلي به على مستوى العقل والجسد والروح.
يعتبر الافتتان شيئا من الأوهام وعادة ما يحدث في بداية العلاقات،عندما لا نستطيع رؤية صورة واقعية لشركائنا.
فدائما ما نريد أن نكون قريبين من شريكنا، إذ يفضل العشاق الوقوع في ما يسمى الحب المثالي الذي يحيط بنظرتهم الأولى، بدلاً من إدراك الواقع الفعلي لشركائهم.
لذلك غالبا ما نبالغ في تقدير فضائل شريكنا ونتجاهل عيوبه تماما، لنتخيل مستقبلنا معه على أنه شىء من الأحلام الوردية، ليتحول عالمنا عالمًا خياليًا، وهو ما يمكن اعتباره مزيجا قويا من المثالية والافتتان.
هل الحب أعمى؟
عندما تتوفر المزيد من المعلومات حول شركائنا، يجب أن يأخذ هذا التقييم في الاعتبار الجوانب السلبية أيضًا من شخصية الشريك.
في ذلك الوقت يمكننا أن نرى صورة واقعية لشركائنا، وقد نسأل أنفسنا كيف يمكن أن نكون معصوبي الأعين لتلك الدرجة؟، لكن هذه المعرفة يجب ألا تؤدي بالضرورة إلى الانفصال، فينبغي أن نقبل شريكنا بكل فضائله وعيوبه.

يعتبر القبول هو الخطوة الأولى للحب الحقيقي، أليس كذلك؟ طالما أننا غير قادرين على رؤية الصورة الواقعية لشريكنا، فإننا لا نحبه أو نهيم به كما نظن.
لذا عليكي أن تدركي جيدا أن الحب ليس أعمى، لكن الافتتان هو الذي يمكن أن يضع غشاء على أعيينا، ويضع غشاوة على أبصارنا لا ندركها إلا بعد وقوع الصدمة وانكشاف الحقيقة.
تعريف الحب الحقيقي
يعتبر علماء النفس الحب الحقيقي، ذلك الشعور الذي لا يهتم ولا يهتم بالمظهر الجسدي، لكنه يهتم ويتمعن في الجوهر وما يحمله الطرف الآخر من مشاعر ومواقف وسلوك.
فعندما نحب شخصًا ما، فلن يكون لدينا توقعات أو تصورات خيالية، لأن الحب الحقيقي هو القبول بالآخر على الصورة التي هو عليها.
وبناء على ذلك التصور، فنحن نفهم وندعم شريكنا، ونضع احتياجاته واحتياجاتنا إليه في كفتين متساويتين، لتكون سعادته هي سعادتنا أيضًا ولكن قبل أي شىء، إذا كنت تريدين أن تحبي شخصًا ما، فعليكي أن تحبي نفسك أولاً فحب الذات هو أساس لكل نوع من أنواع الحب.
وإذا كنتي لاتعرفين كيف تحبي نفسك وصورتك وموهبتك، فلن تتعلمي كيف تحبي الآخرين، فالحب الحقيقي هو الاهتمام بشخص آخر دون توقع.
من منكن مستعدة للحب الحقيقي؟
وفقًا لعلماء النفس، فقط الأشخاص الذين لم يبنوا نضجهم على أساس الواقع يمكن أن يقعوا في الحب.
بمعنى آخر، إذا كنت ناضجًا ، فلن تقع في الحب، فغالبًا ما تحدث حالات الإعجاب الرومانسية في سنوات المراهقة المبكرة.
ويمكن للمواد الكيميائية في الدماغ المرتبطة بالافتتان أن تدمر الشخص لمدة تصل إلى عامين.
ويصبح الأشخاص الناضجون لديهم وعي ذاتي، ويمكنهم تصور العالم من حولهم بشكل صحيح، لذلك فإنهم مستعدون للحب الحقيقي.

في النهاية لا يمكننا إجبار العمى الذي يصيبنا على الاختفاء، لكن لابد أن تعرفي أن كل شيء يأتي إليك في الوقت المناسب فقط، إذا كنت مستعدة عاطفياً للزواج، ستلتقي بزوجك المستقبلي، ولا تنس أن خيبة الأمل في بعض الأحيان مفيدة وتصقل مشاعرك وتجربتك.
وكل تجربةهي درس جديد يعلمنا شيئا عن الحياة، وإذا تعلمنا هذه الدروس ، فسنحب شخصًا ما حقًا.
فالحب الناضج لا يحدث في الخيال، بل إنه ذلك الذي يكون على استعداد لرؤية شخص ما على طبيعته لاختياره أن يكون شريك العمر.