كتب

البورصات العالمية تواصل الهبوط.. الأسهم اليابانية تتراجع 13% والأوروبية تقترب من أدنى مستوياتها في 6 أشهر

يبدو أن وول ستريت ستقتفي أثر هبوط البورصات العالمية حيث تجاوزت خسائر الأسهم اليابانية في وقت ما منذ يوم الجمعة الماضي، الخسائر التي تكبدتها في “الاثنين الأسود” عام 1987 ،حيث دفعت المخاوف من ركود في الولايات المتحدة المستثمرين إلى الفرار من المخاطرة مع المراهنة على أن خفض أسعار الفائدة سيكون ضروريا لإنقاذ النمو.

وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك بأكثر من 4% ،بينما هبطت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 3% قبل الفتح في الولايات المتحدة، عقب موجة بيع للأسهم بدأت في اليابان وانتشرت في الأسواق الأوروبية.

وارتفع مؤشر التقلبات في بورصة شيكاغو، المعروف باسم “مقياس الخوف” في وول ستريت، والذي يتتبع اضطرابات السوق، بأكثر من 30 نقطة إلى 53.55، وهو أعلى مستوى منذ 31 مارس 2020.

وأغلق مؤشر نيكي القياسي الياباني (.N225) ، منخفضًا بنسبة 12.40% عند 31458.42، وهو أكبر انخفاض يومي له منذ أكتوبر 1987، في حين خسر مؤشر توبكس الأوسع نطاقًا (.TOPX) ، 12.48% إلى 2220.91.

الأسواق الصيفية

وأشار جيم ريد، رئيس قسم البحوث الكلية والموضوعية العالمية، إلى مدى سهولة اضطراب الأسواق الصيفية التي تشهد تداولات ضعيفة قائلا : “هناك الكثير من التحركات الكبيرة الأخرى في الأسواق، لكن من الآمن القول إنها لم تكن لتكون بهذا الحجم لولا أنها حدثت في شهر أغسطس”.

وقال ريد، إن هذه التحركات كانت مبنية على الواقع، مشيراً إلى حقيقة مفادها أن بنك اليابان المركزي الذي كان رافضا لسياسة التشديد النقدي دخل أخيراً في دورة لرفع سعر الفائدة للمرة الأولى منذ عقدين من الزمان، فضلاً عن ارتفاع التقييمات الخاصة بشركات التكنولوجيا، علاوة على تقرير الوظائف الضعيف في الولايات المتحدة  الذي صدر يوم الجمعة.

وهبطت الأسهم الأوروبية إلى أدنى مستوياتها في ستة أشهر تقريباً، مع تداول عدد قليل فقط من الأسهم في المنطقة الخضراء.

وانخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنحو 3% عند 483.17 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ 13 فبراير.

الأسهم الأوروبية تهبط لأدنى مستوى لها في 6 أشهر يوم الاثنين 5 أغسطس 2024

وانخفض كل من مؤشر داكس الألماني، ومؤشر كاك 40 الفرنسي، ومؤشر FTSE البريطاني)، ومؤشر IBEX 35 الإسباني بأكثر من 2%.

ارتفاع الين والفرنك السويسري

وارتفعت عملتا الملاذ الآمن الين والفرنك السويسري، مع تفكك صفقات الحمل المزدحمة، مما أثار تكهنات بأن بعض المستثمرين كانوا يتخلصون من الصفقات المربحة للحصول على أموال لتغطية الخسائر في أماكن أخرى.

وكان هذا عبارة عن موجة  البيع التي أدت إلى تفعيل قواطع الدائرة في البورصات في جميع أنحاء آسيا.

وتأثر الطلب على سندات الخزانة، بعد أن انخفضت عائدات السندات الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 3.721٪، وهو أدنى مستوى منذ منتصف عام 2023.

وشهد تقرير الوظائف الضعيف بشكل مقلق لشهر يوليو يوم الجمعة تسعير الأسواق بنسبة 78٪ بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يخفض أسعار الفائدة في سبتمبر فحسب، بل سيخففها بمقدار 50 نقطة أساس.

وتشير العقود الآجلة إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 122 نقطة أساس في معدل الأموال الفيدرالية من 5.25% إلى 5.5% هذا العام، وخفض أسعار الفائدة بنحو 3% بحلول نهاية عام 2025.

الاقتصاد الأمريكي

وقال برونو شنيلر، الشريك الإداري في إيرلين كابيتال مانجمنت: “إن علامات الضعف الناشئة في الاقتصاد الأميركي واضحة تماما، خاصة مع المؤشرات السلبية في قطاعات التوظيف ومبيعات التجزئة وتقارير مؤشر مديري المشتريات”.

لكن شنيلر أشار إلى أن البيانات الاقتصادية مثل الناتج المحلي الإجمالي والتجارة ظلت مستقرة في حين اقتربت احتمالات خفض أسعار الفائدة الأميركية في الخريف المقبل.

وشكك المحللون في قدرة بنك الاحتياطي الفيدرالي على استعادة  التفاؤل في السوق، حيث قدروا احتمال حدوث ركود في الولايات المتحدة بنسبة 25% بينما كان محللو “جي بي مورجان” أكثر تشاؤمًا، حيث قدروا احتمال حدوث ركود في أمريكا بنسبة 50% .

وقال الخبير الاقتصادي مايكل فيرولي: “الآن وبعد أن بدا بنك الاحتياطي الفيدرالي متأخرًا بشكل ملموس عن المنحنى، نتوقع خفضًا للفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر، يليه خفض آخر بمقدار 50 نقطة أساس في نوفمبر”.

تراجع الدولار

وطغى الانخفاض الهائل في عائدات سندات الخزانة على جاذبية الدولار الأمريكي المعتادة كملاذ آمن ، ما أدى إلى تراجع الدولار بنسبة 0.5٪ مقابل سلة من العملات الرئيسية الأخرى.

وانخفض الدولار بنحو 3.28% مقابل الين الياباني إلى 141.675 ين لكنه تعافى إلى 142.675 بحلول الساعة 1142 بتوقيت جرينتش، بينما هبط اليورو 2.3% إلى 156.20 ين، وارتفعت العملة الموحدة مقابل الدولار إلى 1.0952 دولار.

تراجع الدولار الأمريكي أمام سلة من العملات العالمية أهمها الين والفرنك السويسري واليورو

وكان الفرنك السويسري المستفيد الرئيسي من اندفاع المخاطرة، حيث انخفض الدولار بنحو 1% ويحوم حول أدنى مستوياته في ستة أشهر عند 0.8500 فرنك.

وزاد المستثمرون من رهاناتهم على أن البنوك المركزية الكبرى الأخرى ستخفض أسعار الفائدة بشكل أكثر حدة، حيث من المتوقع الآن أن يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 67 نقطة أساس بحلول عيد الميلاد.

وفي أسواق السلع الأساسية، فقد الذهب بعض جاذبيته كملاذ آمن، حيث انخفض بنحو 2.3٪ عند 2387 دولارًا للأوقية.

وتراجعت أسعار النفط مع تعويض  بعض الخسائر  الناجمة عن المخاوف بشأن الطلب العالمي على الطاقة نتيجة  المخاوف بشأن التأثير المحتمل على العرض بسبب الصراع المتوسع في الشرق الأوسط.

وانخفض خام برنت 123 سنتًا إلى 75.58 دولارًا للبرميل، في حين خسر الخام الأمريكي 135 سنتًا إلى 72.15 دولارًا للبرميل.

 المصدر : رويترز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى