مراجعة مسلسل “It: Welcome to Derry” .. مقدمة مرعبة ودموية لعالم ستيفن كينغ

يُعد مسلسل “It: Welcome to Derry“، الذي يُعرض لأول مرة في 26 أكتوبر 2025 على قناة HBO ومنصة Max، إضافة جديدة ومثيرة لعالم ستيفن كينغ الأيقوني.

هذا العمل التمهيدي، المستوحى من رواية “It”، يأخذنا إلى بلدة ديري الملعونة في ستينيات القرن العشرين، ليستكشف جذور الرعب التي يجسدها المهرج المتحول بينيوايز.

المسلسل من تطوير آندي موشيتي، شقيقته باربرا موشيتي، وجيسون فوكس، ويستند إلى فصول تاريخية من الرواية لم تُغطَ بشكل كامل في الفيلمين السينمائيين لعامي 2017 و2019.

يمزج المسلسل بين الرعب النفسي والدموية الصادمة، مع شخصيات جديدة ووحوش مبتكرة، ليقدم تجربة مرعبة تليق بإرث كينغ.

في هذا التقرير، نستعرض انطباعات المراجعة الأولية بناءً على رؤية الناقد كريس إيفانجليستا لخمس حلقات من الموسم الأول.

ملخص قصة مسلسل “It: Welcome to Derry”

يأخذنا “It: Welcome to Derry” إلى بلدة ديري بولاية مين عام 1962، حيث تتكشف أحداث مرعبة مستوحاة من فصول تاريخية في رواية كينغ “Stephen King” .

يركز المسلسل على شخصيات جديدة، مثل الطيار المخضرم ليروي هانلون (جوفان أديبو) وزوجته شارلوت (تايلور بيج) وابنهما الصغير ويل (بلاك كاميرون جيمس)، الذين يصلون إلى ديري ويواجهون ظواهر غامضة.

ينضم إليهم الجندي النفسي ديك هالوران (كريس تشالك)، الذي يظهر في رواية “It” و”The Shining”، ليربط المسلسل بكون كينغ الأوسع.

تتناول القصة أيضًا مجموعة من الأطفال المحليين، مثل ليلي (كلارا ستاك) وروني (أماندا كريستين)،

الذين يواجهون تهديدات بينيوايز وسط أجواء الخوف من الحرب النووية واختفاء الأطفال في ديري.

يبرز المسلسل بينيوايز (بيل سكارسغارد)، لكنه لا يظهر دائمًا بشكل المهرج، مستغلاً قدرته على التحول إلى وحوش متنوعة مستوحاة من الثقافة الشعبية، مثل زومبي في جرة مخلل أو نسخة مرعبة من العم سام.

يتناول العمل أيضًا قضايا اجتماعية مثل العنصرية، مع التركيز على عائلة هانلون وروني، وهي مواضيع كانت حاضرة في الرواية لكنها أُهملت في الأفلام.

مراجعة وتحليل “It: Welcome to Derry“

يبدأ “It: Welcome to Derry” بمشهد افتتاحي صادم يتصاعد نحو ذروة دموية، معلنًا عن نية المسلسل إثارة الرعب منذ البداية.

يشيد الناقد كريس إيفانجليستا، وهو من عشاق ستيفن كينغ، بقدرة المسلسل على تجاوز التوقعات المتواضعة، خاصة بعد خيبة أمل فيلم “It: Chapter Two” عام 2019، الذي عانى من تحرير فوضوي رغم نجاحه في اختيار الممثلين.

كان هناك شكوك حول المسلسل، الذي بدا في البداية محاولة للاستفادة من شهرة العلامة التجارية، لكنه يثبت أنه أكثر ذكاءً وإثارة للرعب مما كان متوقعًا.

نقاط القوة

الرعب والدموية: يتميز المسلسل بجرعة عالية من الرعب، مع مشاهد دموية ووحوش مبتكرة تستغل قدرة بينيوايز على التحول.

هذا التنوع يجعل كل حلقة تقدم نوعًا جديدًا من الرعب، مما يعزز جاذبية العمل.

الاستلهام من الرواية: يعتمد المسلسل على الفصول التاريخية في رواية “It”، مضيفًا لمسات جديدة تجعل القصة منعشة. التركيز على العنصرية في ديري، رغم أنه أقل حدة من الرواية، يضيف عمقًا اجتماعيًا.

الشخصيات الجديدة: يقدم المسلسل شخصيات جذابة، خاصة عائلة هانلون، مع أداء مميز من جوفان أديبو وتايلور بيج. الأطفال، مثل ليلي وروني، يقدمون منظورًا جديدًا بعيدًا عن توقعات الجمهور حول “نادي الخاسرين”.

نقاط الضعف

الإفراط في التفسير: يعيب الناقد الميل إلى تفسير كل لغز، وهو عيب شائع في الأعمال التمهيدية.

محاولة الكشف عن “أصل” بينيوايز قد تقلل من غموض الشخصية، وهو ما جعلها مخيفة في الأصل.

غياب بينيوايز المباشر: رغم أن تحولات بينيوايز تضيف تنوعًا، قد يخيب غياب المهرج في بعض الحلقات آمال عشاق سكارسغارد.

التأثير والإنتاج

يستفيد المسلسل من خبرة آندي موشيتي، مخرج فيلمي “It”، وإشراف ستيفن كينغ كمنتج تنفيذي، مما يضمن الالتزام بروح الرواية.

تم تصوير المسلسل بأسلوب بصري قاتم، مع مؤثرات خاصة مبتكرة تعزز الرعب، مثل مشاهد التحولات الوحشية.

يتوقع إيفانجليستا أن يحافظ المسلسل على قوته، لكنه يحذر من احتمال التراجع في النهاية، كما حدث مع أعمال تمهيدية أخرى.

تقييم

يمنح إيفانجليستا المسلسل تقييمًا 7/10 بناءً على أول خمس حلقات، مشيدًا بجرأته الدموية وإبداعه في تقديم الرعب.

يوصي المسلسل لعشاق الرعب ومحبي كينغ، محذرًا من أن الإفراط في التفسير قد يؤثر على التجربة.

أخيرًا يُقدم It: Welcome to Derry”” تجربة رعب مكثفة ومثيرة، تعيد إحياء عالم ستيفن كينغ بجرأة وإبداع.

مع التركيز على شخصيات جديدة وقضايا اجتماعية، ينجح المسلسل في تقديم ما هو أكثر من مجرد استغلال للعلامة التجارية.

على الرغم من بعض العيوب، يظل عملًا يستحق المشاهدة لمحبي الرعب والدراما النفسية، مع وعد بلحظات مرعبة لا تُنسى.