سينما

زوجة عشيقة: فيلم إيطالي عن التحرر الأنثوي وخفايا العلاقة الزوجية  

زوجة عشيقة ” “wifemistress“، فيلم درامي رومانسي إيطالي إنتاج عام 1977، يتناول خفايا العلاقة الزوجية والتحرر الأنثوي والجنسي للمرأة.

 الفيلم من إخراج ماركو فيكاريو، ومن بطولة الممثلة الإيطالية الشهيرة لورا أنطونيلي والممثل الفرنسي مارسيلو ماستروياني.

يكشف فيلم  “زوجة عشيقة “عن تعقيدات العلاقة الزوجية، حيث تتداخل أدوار الزوجة والعشيقة،

ويستكشف الفيلم كيف يمكن للمرأة أن تجد هويتها وحريتها الشخصية خارج القيود الاجتماعية التقليدية،

تاركًا للمشاهد التأمل في طبيعة الحب، الرغبة، والقوى الخفية التي تشكل العلاقات الإنسانية.

ملخص فيلم “Wifemistress” ((زوجة عشيقة) إنتاج 1977

تدور أحداث فيلم “Wifemistress” في مدينة فينيتو الخلابة بشمال إيطاليا عام 1900، وهي فترة زمنية اتسمت بالتحولات الاجتماعية والثقافية في أوروبا.

الفيلم يستكشف موضوعات الحب، الشغف، الخيانة، التحرر الأنثوي والجنسي،

واكتشاف الذات في سياق زواج يبدو في البداية تقليديًا ومحدودًا.

الشخصيات الرئيسية في الفيلم هما لويجي دي أنجيليس (مارسيلو ماستروياني)،

وهو رجل ثري، محافظ، وصاحب مصنع للنبيذ،

وأنتونيا (لورا أنتونيلي)، زوجته الشابة والجميلة، التي تعيش حياة منعزلة ومقيدة داخل قصر زوجها الفخم.

 لويجي هو رجل ذو شخصية قوية ومسيطرة، يعتقد أن مكان زوجته هو المنزل،

وأن دورها يقتصر على إدارة شؤون الأسرة والمحافظة على سمعة العائلة.

امرأة حالمة

أنتونيا، على الجانب الآخر، امرأة حالمة، مثقفة، وحساسة،

تشعر بالملل والخنق من حياتها الزوجية الرتيبة وغياب الشغف.

 إذ أن زواجها من لويجي كان تقليديًا، مبنيًا على الترتيبات الاجتماعية أكثر من الحب الحقيقي أو التفاهم العميق.

حيث تعاني من برود عاطفي وجسدي في علاقتها بزوجها، مما يتركها في حالة من الفراغ والشوق لما هو أبعد.

بينما تبدأ الأحداث بالتحول عندما يُصاب لويجي بمرض رئوي خطير (السل) يلزمه الفراش ويمنعه من مغادرة غرفته.

 يُجبر على العزلة التامة لمنع انتشار العدوى.

نقطة تحول حاسمة

هذا الحدث، الذي يبدو في البداية مأساويًا، يصبح نقطة تحول حاسمة في حياة أنتونيا، وأحداث فيلم زوجة عشيقة “ Wifemistress نفسه.

مع عزل لويجي، تُمنح أنتونيا فجأة حرية غير متوقعة.

لم تعد مقيدة برقابة زوجها الصارمة، وتبدأ في استكشاف العالم خارج حدود غرفته وداخل نفسها.

في البداية، تنفذ أنتونيا تعليمات الطبيب بدقة وتعتني بزوجها المريض.

لكن مع مرور الوقت، تكتشف صندوقًا سريًا يخص لويجي.

 داخل هذا الصندوق، تجد أنتونيا رسائل حب ومذكرات تكشف عن حياة سرية لزوجها لم تكن تعرف عنها شيئًا.

 تكتشف أن لويجي كان يعيش حياة مزدوجة، ولديه عشيقة سابقة كان يكن لها شغفًا كبيرًا وحبًا لم يُظهره لها أبدًا.

فضلا عن أنه كان يشارك في أنشطة سياسية سرية ويمتلك آراء ليبرالية وراديكالية تتناقض تمامًا مع صورته المحافظة التي يعرفها الجميع.

هذا الاكتشاف يصدم أنتونيا ويثير فضولها.

لذلك تشعر بمزيج من الغيرة، الخيانة، والشغف الذي لم تعرفه من قبل.

بدلًا من أن تغضب، تشعر أنتونيا بنوع من الانجذاب نحو الجانب المجهول من شخصية زوجها.

تجربة الشغف

تتوق إلى تجربة الشغف الذي عاشه لويجي مع عشيقاته.

تبدأ في قراءة كتب كانت محرمة عليها سابقًا، وتتسلل إلى مكتبة زوجها الخاصة التي كانت ممنوعة عليها، وتستكشف عالمًا من الأفكار والرغبات.

مع مرور الوقت، تبدأ أنتونيا في تغيير مظهرها وسلوكها.

ترتدي ملابس أكثر تحررًا، وتتصرف بجرأة أكبر، وتصبح أكثر وعيًا بجاذبيتها. تتحول من الزوجة الخجولة والمنعزلة إلى امرأة واثقة وجريئة.

يصبح منزلها، الذي كان سجنًا لها، مساحة للاكتشاف والتحرر.

في خضم هذا التحول، تظهر شخصية جديدة في حياة أنتونيا: فيتوريو (Gabriele Tinti)، وهو صديق قديم للويجي وطبيب شاب يأتي لزيارة لويجي المريض.

ينجذب فيتوريو إلى أنتونيا المتحررة والجريئة.

علاقة غرامية

فيما تتطور علاقة غرامية سرية بين أنتونيا وفيتوريو.

هذه العلاقة ليست مجرد خيانة جسدية؛ إنها تمثل بالنسبة لأنتونيا اكتشافًا لجسدها وعواطفها التي كانت مكبوتة لفترة طويلة.

هي تعيش الشغف الذي لم تمنحه إياه حياتها الزوجية مع لويجي.

في غضون ذلك تأخذ الأمور عندما يبدأ لويجي في التعافي تدريجيًا من مرضه.

وبينما يستعيد صحته، يبدأ في ملاحظة التغيير الجذري الذي طرأ على زوجته.

يرى أنتونيا الجديدة، المرأة الواثقة، الحسية، والمتحررة، ويشعر بالغيرة والفضول تجاهها.

بينما لا يعلم بشكل كامل مدى تحررها أو علاقتها بفيتوريو.

 يُصاب لويجي بالذهول من هذا التحول، ويجد نفسه ينجذب إلى هذه المرأة الجديدة التي أصبحت زوجته، وكأنها عشيقة غامضة اكتشفها للتو.

فقدان السيطرة

تتصاعد التوترات مع تحسن صحة لويجي.

يُدرك أنه فقد السيطرة على أنتونيا، وأنها لم تعد مجرد زوجته الخاضعة.

 تتطور علاقة غريبة بينهما، حيث يحاول لويجي استعادة زوجته التي أصبحت غريبة عنه،

في الوقت الذي تستمتع أنتونيا بالتحرر الأنثوي المكتشف حديثًا.

 يصبح الفيلم استكشافًا لتداخل الأدوار: من هي الزوجة ومن هي العشيقة؟ وهل يمكن أن يصبح الاثنان واحدًا؟

في ذروة الفيلم، تتكشف بعض الحقائق أمام لويجي، ويواجه أنتونيا بشأن علاقتها السرية.

تنتهي القصة بشكل غير تقليدي، حيث لا توجد نهاية سعيدة أو عقاب صارم.

بدلاً من ذلك، يقترح الفيلم أن أنتونيا قد وجدت حريتها وهويتها المستقلة.

بينما العلاقة بين لويجي وأنتونيا تتحول إلى شيء أكثر تعقيدًا وتوازنًا،

حيث يتعلم لويجي قبول جوانب جديدة في زوجته وفي علاقتهما.

 الفيلم يترك المشاهد ليتأمل في طبيعة الزواج، الرغبة، والقوى الاجتماعية التي تشكل حياتنا.

هل القصة مأخوذة من رواية؟

قصة فيلم “Wifemistress” (Mogliamante) ليست مأخوذة عن رواية.

السيناريو الأصلي للفيلم كتبه المخرج ماركو فيكاريو بالتعاون مع فرانكو فيريني وستيفانو أماريللي.

على الرغم من أن الفيلم يتعمق في الشخصيات والعلاقات بطريقة قد تذكرنا بالروايات،

إلا أن الحبكة والشخصيات تم تطويرها خصيصًا للشاشة.

يُعد الفيلم جزءًا من موجة الأفلام الإيطالية في السبعينيات التي تناولت تحرر المرأة،

وكشف الجوانب الخفية في العلاقات الزوجية، ونقد المجتمع البورجوازي.

وقد لاقى الفيلم نجاحًا كبيرًا، خاصة بفضل أداء لورا أنتونيلي المذهل وجاذبية مارسيلو ماستروياني.

آراء النقاد

حصد فيلم  Wifemistress (Mogliamante) إشادة نقدية واسعة عند إصداره،

خاصة لأداء ممثليه القوي وتناوله الجريء لموضوعات التحرر الجنسي والنسوي.

ركز النقاد على الأداء الآسر للورا أنتونيلي، التي جسدت ببراعة تحول أنتونيا من زوجة مقيدة إلى امرأة حرة وشغوفة،

معتبرين دورها أيقونة للتحرر النسوي في السينما الإيطالية لتلك الفترة.

فضلا عن أأن النقاد أثنوا على الكيمياء بين أنتونيلي ومارسيلو ماستروياني،

مشيدين بقدرتهما على تجسيد تعقيدات العلاقة الزوجية المتقلبة.

غالبًا ما أشارت المراجعات إلى الإخراج الذكي لـماركو فيكاريو،

الذي استخدم الأجواء الفينيسية في أوائل القرن العشرين كخلفية غنية لهذه الدراما النفسية.

 اعتبر الفيلم ليس مجرد قصة رومانسية، بل نقدًا اجتماعيًا خفيًا للقيود البورجوازية والذكورية،

مقدماً رؤية جريئة ومتقدمة لعلاقات السلطة داخل الزواج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى