المدونة

تحليل قصة “الحرباء” لأنطون تشيخوف: سُلطة الكلب

“الحرباء”، التي كتبها الكاتب الروسي الشهير أنطون تشيخوف عام 1884،

هي واحدة من أشهر قصص تشيخوف  القصيرة وأكثرها إثارة.

قصة الحرباء” لتشيخوف، من أهم الأعمال الأدبية التي تقدم نقدًا لاذعًا للمجتمع الروسي في الحقبة القيصرية.

لا تقتصر أهميتها على كونها مجرد حكاية فكاهية، بل تكمن في قدرتها على كشف عيوب النظام الاجتماعي والسياسي بذكاء شديد.

تُجسّد القصة بشكل بارع النفاق الاجتماعي والتملق للسلطة، وهما من أبرز سمات المجتمع الروسي في ذلك الوقت.

يُظهر تشيخوف كيف أن الأفراد، خاصة المسؤولين، يغيّرون مواقفهم ومبادئهم بسرعة مثل الحرباء، اعتمادًا على من يمتلك السلطة أو النفوذ.

مسرحية النورس
الكاتب الروسي الشهير أنطون تشيخوف

ماهو مخلص قصة الحرباء لأنطون تشيخوف؟

تدور أحداث القصة القصيرة الحرباء لأنطون تشيخوف حول شخصية أتشميلوف، وهو مفتش شرطة متغطرس. في أحد الأيام،

بينما كان يمشي في ساحة السوق ويحمل طردًا تحت ذراعه، سمع ضجة مفاجئة.

اكتشف أن جروًا أبيض قد عضّ الصائغ خريوكين في إصبعه.

في البداية، أظهر أتشيميلوف تعاطفًا شديدًا مع الضحية، مؤكدًا أن هذه الجريمة فضيحة ويجب إعداد تقرير مفصل عنها على الفور.

ومع ذلك، عندما اكتشف هوية الكلب، تغير موقفه بالكامل.

فجأة، علِم أن الكلب يخص أحد رجال المنطقة البارزين، وهو الجنرال جيغالوف.

صحة الرواية

عندما أدرك الشرطي ذلك، بدأ يشكك في صحة رواية خريوكين للأحداث، وقال له: “هناك شيء واحد لا أستطيع فهمه.

كيف استطاع الكلب أن يعضك؟ من المؤكد أنه لم يستطع الوصول إلى إصبعك، إنه كلب صغير وأنت رجل ضخم.

لا بد أنك خدشت إصبعك بظفر، ثم خطرت لك فكرة الحصول على تعويضات.

نحن جميعًا نعرف نوعك. أنا أعرفكم أيها الشياطين”.

ومع ذلك، لم يتوقف أوتشميلوف، الذي يغير رأيه مثل الحرباء، عن تغيير موقفه.

سرعان ما تأكد أن الكلب ليس ملكًا للجنرال، إذ إنه من المستحيل أن يمتلك رجل بهذا القدر من النبل والنسب حيوانًا كهذا.

ولكن بعض الناس في الحشد المتجمع كانوا مقتنعين بأن الكلب يخص الجنرال.

هنا، أبرأ أوتشميلوف نفسه فعليًا من المسؤولية عما حدث، وأمر مرؤوسه بأخذ الكلب إلى منزل الجنرال.

طلب منه أيضًا أن يطلب من الجنرال عدم السماح له بالخروج إلى الشارع مرة أخرى، لأنه قد يتعرض للتعذيب أو الإساءة.

هوية الكلب

هكذا، كان أوتشميلوف يراهن، لأنه لم يكن متأكدًا تمامًا من هوية الكلب.

 ولكن إذا تبين أن الكلب ينتمي بالفعل إلى الجنرال، فبإمكانه القول إنه كان يحاول حماية الحيوان لأسباب تتعلق بالرفاهية، وليس لضمان السلامة العامة.

بعبارة أخرى، كان أوتشميلوف أكثر التزامًا بعدم إهانة الجنرال من التزامه بضمان عدم تعرض أي شخص آخر للعض من الكلب.

ليس من المستغرب أن يغير هذا المفتش المتغطرس رأيه مرة أخرى.

تقدم طباخ الجنرال وأصر بشدة على أن الكلب لا يخص سيده على الإطلاق.

وهذا حسم الأمر بالنسبة لأوتشميلوف، فالكلب يمثل تهديدًا ويجب التخلص منه.

فجأة، يذكر الطباخ أن الكلب يخص فلاديمير إيفانتيش، شقيق الجنرال.

هنا، يغير أوتشميلوف موقفه مرة أخرى، ويسمح للطباخ بإعادة الكلب الصغير إلى الجنرال.

يقف المسكين خريوكين هناك في البرد القارس، وما زال إصبعه يؤلمه، بينما يتعرض لنوبات من الضحك الساخر من الحشد المتجمع.

والأسوأ من ذلك أن أوتشميلوف يطلق طلقة وداع تهديدية.

تحليل قصة الحرباء لأنطون تشيخوف

تعتبر القصة هجاءً للمجتمع الروسي القيصري،إذ تنتقد النفاق المجتمعي والتملق الذي استشرى في ذلك الوقت .

 بالإضافة إلى ذلك تُقدم قصة “الحرباء” نظرة ثاقبة حادة على السلوك البشري.

فغالبًا ما نعدل أحكامنا لتتناسب مع مصالحنا الخاصة، بغض النظر عما إذا كان هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به.

أوتشميلوف، بصفته ضابط شرطة كبير، أقسم على تطبيق القانون دون خوف أو محاباة.

ومع ذلك، فإن سلوكه المتغير باستمرار، إلى جانب تقلباته الأخلاقية، يؤدي إلى إذلال الطرف المتضرر وتهديده علنًا،

بينما يفلت المسؤولون عن إصابته من العقاب.

تظهر لنا نتيجة القصة أن وضع احتياجاتنا فوق واجباتنا تجاه الآخرين غالبًا ما يؤدي إلى المعاناة والظلم.

ماهي الحرباء ؟

الحرباء هي نوع من الزواحف ينتمي إلى فصيلة الحربائيات .

تشتهر بقدرتها الفريدة على تغيير لون جلدها للتكيف مع بيئتها، مما يساعدها في التخفي من الحيوانات المفترسة أو التخفي لاصطياد فرائسها.

خصائص الحرباء

تتميز الحرباء بخصائص جسدية فريدة تجعلها مميزة عن غيرها من الزواحف:

  • تغيير اللون: تمتلك الحرباء خلايا خاصة في جلدها تسمى الخلايا الصبغية (chromatophores)، تسمح لها بتغيير لونها استجابة لعوامل خارجية مثل الضوء، ودرجة الحرارة، وحالة المزاج.
  • عيون مستقلة: عيونها تتحرك بشكل مستقل عن بعضها البعض، مما يمنحها مجال رؤية بزاوية 360 درجة.

هذا يساعدها على مراقبة محيطها باستمرار بحثًا عن الفرائس أو المخاطر.

  • لسان طويل وسريع: تمتلك لسانًا طويلًا جدًا، يمكن أن يكون أطول من جسمها، وتستخدمه لالتقاط فرائسها من الحشرات بسرعة مذهلة.
  • أصابع قابضة: أصابعها تشبه ملقطًا أو كلَّابة، مما يمكّنها من الإمساك بإحكام بأغصان الأشجار.
  • ذيل ملتف: ذيلها ملتف ويمكنها استخدامه كطرف خامس للمساعدة في التوازن والتسلق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى