الرئيس أردوغان يدعو إلى وقف الحرب في غزة وتسريع حل الدولتين

ألقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كلمة قوية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال مؤتمر حل الدولتين،
الذي ترأسته فرنسا والمملكة العربية السعودية،
ودعا الرئيس التركي إلى وقف فوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة،
وتسريع الاعتراف الدولي بدولة فلسطين كخطوة أساسية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
شكر وتضامن مع الاعتراف بدولة فلسطين
استهل أردوغان كلمته بالترحيب بالحضور، معبرًا عن امتنانه لفرنسا والسعودية على رعايتهما للمؤتمر.
وأشاد بالدول التي اتخذت قرارًا بالاعتراف بدولة فلسطين، واصفًا هذه الخطوة بأنها تكريم للعدالة والضمير الإنساني.
وأعرب عن أمله في أن تُتبع هذه الخطوة بمبادرات إضافية لتسريع تنفيذ حل الدولتين، مؤكدًا أن المشاركة الواسعة في المؤتمر تعكس صوت الشعب الفلسطيني
الذي أصبح عالميًا، حيث تتردد هتافات “الحرية لفلسطين” في شوارع أوروبا، آسيا، الأمريكتين، وإفريقيا، وعلى منصات التواصل الاجتماعي والصحافة.
إدانة العمليات الإسرائيلية في غزة
وجه أردوغان انتقادات حادة لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفًا الهجمات على غزة بـ”اللاإنسانية والوحشية”.
وأشار إلى أن الكارثة الإنسانية في القطاع، التي استمرت لعامين، لا يمكن لأي ضمير حي أن يقبلها أو يتجاهلها.
وقال: “حكومة نتنياهو تسعى لجعل إقامة دولة فلسطين مستحيلة، ودفع الفلسطينيين للهجرة القسرية”.
وأضاف أن استمرار التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، يهدف إلى تقويض حل الدولتين ونفي حقوق الشعب الفلسطيني.
مسؤولية أخلاقية ودولية
أكد أردوغان أن الوقوف ضد هذا القمع ليس مجرد واجب دولي، بل مسؤولية أخلاقية.
وانتقد المجتمع الدولي لعجزه عن وقف السياسات التوسعية الإسرائيلية، محذرًا من أن استمرار هذه السياسات يهدد النظام الدولي والقيم العالمية.
وأشار إلى تناقض تاريخي، حيث تحول المجتمع الإسرائيلي، الذي عانى من الاضطهاد في الماضي عبر الهولوكوست،
إلى مرتكب لما وصفه بـ”الإبادة الجماعية” ضد الفلسطينيين، الذين يتشاركون معهم الأرض والموارد منذ آلاف السنين.
دعوة لخطوات حاسمة
رحب أردوغان بقرار مجموعة دول، بما فيها أعضاء في مجلس الأمن، بالاعتراف بدولة فلسطين، واصفًا إياه بـ”الخطوة التاريخية والاستثنائية”. وأعرب عن أسفه لغياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن المؤتمر، لكنه أكد أن جميع المتحدثين يمثلون صوت الشعب الفلسطيني.
وحث الدول التي اعترفت بفلسطين على اتخاذ خطوات رادعة وحاسمة، داعيًا إلى:
- إعلان وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
- ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى القطاع.
- انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.
دعم حل الدولتين
شدد أردوغان على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل،
مؤكدًا أن الهدف الأساسي لحكومة نتنياهو هو “قتل” هذه الرؤية عبر تعميق الاحتلال والاستيطان.
ودعا المجتمع الدولي إلى منع زعزعة الاستقرار في المنطقة، محذرًا من أن السماح باستمرار هذه السياسات سيجعل مناقشة النظام الدولي والقيم العالمية أمرًا مستحيلًا.
ختام بالأمل والتضامن
اختتم أردوغان كلمته بالتأكيد على أهمية المؤتمر كمنصة لتعزيز السلام،
مشيدًا بشجاعة الدول التي اعترفت بفلسطين. ودعا إلى وحدة المجتمع الدولي لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن الصوت العالمي الداعم لفلسطين يعكس ضمير الإنسانية. وأضاف: “نأمل أن تكون هذه الخطوة بداية لتحقيق العدالة وإنهاء المعاناة في المنطقة”.