لماذا أثار جدري القرود قلق منظمة الصحة العالمية ؟

أعربت منظمة الصحية العالمية، عن أنها تشعر بقلق متزايد إزاء تفشي فيروس جدري القرود الذي انتشر في الكونغو مؤخرا، وتسبب فيه نوع أكثر فتكًا وعدوى من السلالة التي تسببت في تفشي المرض في عام 2022 ، إذ يؤثر هذا النوع الجديد بشكل أساسي على الأطفال.
تسببت السلالة الجديدة لجدري القردة حتى الآن في زيادة عدد حالات الإصابة في جميع أنحاء جمهورية الكونغو الديمقراطية، كما أن العدوى بدأت في الانتشار والانتقال إلى البلدان المجاورة، مما دفع منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة طوارئ صحية عامة ضد مرض جدري القردة.
وأكد مسؤولو الصحة يوم الخميس، اكتشاف أول إصابة خارج إفريقي، مفسرين إعلان حالة طوارئ الصحية العامة كضرورة لزيادة الوعي وتأمين التمويل لاحتواء المرض وعلاجه.
ماهو مرض جدري القرود؟
ويصيب فيروس الجدري، والذي كان يسمى سابقًا جدري القرود، البشر والحيوانات، وهو مشابه لمرض الجدري المعروف، ويسبب هذا الفيروس الحمى والطفح الجلدي والجروح المليئة بالصديد في جميع أنحاء الجسم.
وفي الحالات الشديدة الإصابة ، يسبب الجدري تعفن الدم،وتمثل عدم الاستجابة السريعة للعدوى تهديدا للحياة وتتطلب عناية طبية فورية.
البديل الأكثر فتكًا
وبسبب الطريقة التي ينتشر بها جدري القرود حيث تنتقل العدوى من خلال الاتصال المباشر بشخص مصاب، أو بمواد أو حيوانات ملوثة، وهو ما جعل منظمة الصحة العالمية تشعر بالقلق بشأن فيروس جدري القرود.
ويمكن لأي شخص أن ينقل المرض قبل يوم إلى أربعة أيام من ظهور أعراض المرض عليه.
وقد تسبب في تفشي هذا المرض في عام 2022 النوع الثاني فيروس جدري القرود، وهو أحد نوعين من فيروس إم بي أوكس، وهو أخف وأقل قابلية للانتقال من النوع الأول ب، والذي يقف وراء أحدث تفشي ويمكن أن يقتل ما يصل إلى عشرة في المائة من المصابين.
مزدوجي التوجه الجنسي
كانت معظم الحالات في الفترة التي تفشى فيها المرض في عام 2022 ، بين الرجال المثليين أو ما يطلق عليهم في الغرب مزدوجي التوجه الجنسي، وتركزت جهود الاحتواء على تغيير سلوك الأشخاص الذين يمارسون الجنس مع الرجال، بعد أن ثبت أن الفيروس ينتشر من خلال الاتصال الجنسي عن طريق الشذوذ.
لكن السلالة الجديدة من الفيروس المنتشر الآن في وسط إفريقيا خاصة في الكونغو الديمقراطية، يؤثر بشكل أساسي على الأطفال.
وأفادت منظمة الصحة العالمية أن 70 في المائة من حالات جمهورية الكونغو الديمقراطية كانت بين الأطفال دون سن 15 عامًا، والذين أصيبوا بالمرض من خلال الاتصال بأفراد الأسرة المصابين أو في المدرسة.
الكونغو الديمقراطية على حافة الهاوية
أفادت منظمة إنقاذ الطفولة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أن الأطفال حديثي الولادة يصابون بالعدوى في المستشفيات المزدحمة ، وأبلغ الأطباء عن ارتفاع معدلات الإجهاض بين النساء الحوامل.
ويوصف تفشي المرض بأنه حالة طوارئ صحية عامة دولية، تفتح منظمة الصحة العالمية التمويل والبحوث في سلالة Ib لفهم أفضل لكيفية انتقاله وكيفية احتوائه.
وتشعر السلطات بالقلق إزاء انتشار المرض في المناطق المحيطة بغوما، في شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي أبلغت عن الغالبية العظمى من الحالات، والتي تواجه بالفعل أزمة إنسانية، مع نزوح الملايين من الناس وانتقالهم من مخيم إلى آخر، وأدى وجود مطار غوما الدولي إلى انتقال الفيروس إلى الخارج.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من الحالة الهشة لنظام الرعاية الصحية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والذي كان متأثرا بسبب تفشي الإيبولا وكوفيد-19 في الماضي، و يكافح الآن لمواكبة الارتفاع في حالات الإصابة بـجدري القرود.
لقاحات جدري القرود
تعد اللقاحات المضادة للفيروس جزء أساسي للسيطرة على تفشي المرض، وقد تم التوصية باستخدام لقاحين ضد فيروس جدري القرود.
وكانت اللقاحات جزءًا كبيرًا من احتواء تفشي المرض في عام 2022 في البلدان الغربية، لكن لم تكن تلك اللقاحات متوفرة بالشكل الكافي في إفريقيا.
وفي الأسبوع الماضي، طلبت منظمة الصحة العالمية من مصنعي اللقاحات تقديم طلبات للحصول على الموافقات الطارئة من أجل زيادة إنتاج اللقاح وتوزيعها.
وفي يوم الأربعاء، وقعت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في إفريقيا اتفاقية مع هيئة الطوارئ الصحية التابعة للمفوضية الأوروبية وشركة بافاريان نورديك، الشركة المصنعة لـ Jynneos، وهو لقاح يستخدم ضد جدري القرود ” “mpox، للحصول على 215000 جرعة.
وهذا الرقم لا يزال أقل بكثير من 10 ملايين جرعة المطلوبة توفرها في إفريقيا، وفقًا للمدير العام لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في إفريقيا جان كاسيا، الذي قال هذا الأسبوع إن هناك خطة لتأمين المزيد بحلول نهاية العام.
المصدر: وسائل إعلام أجنبية