ملخص رواية”أوقات عصيبة” لتشارلز ديكنز.. القلب يربح في النهاية

تعتبر رواية “أوقات عصيبة”، رواية اجتماعية ساخرة من روائع الكاتب الإنجليزي تشارلز ديكنز ، صدرت عام 1884.

تحولت هذه الرواية إلى  مسلسل عرض على الشاشة الصغيرة في بريطانيا  في عام 1977 من إخراج جون إيرفين.

تدور أحداث الرواية التي تعد من كلاسيكيات الأدب الإنجليزي، في مدينة صناعية خيالية تدعى “كوكيتاون”، تعاني من آثار الثورة الصناعية وتأثيرها على المجتمع.

الفكرة الرئيسية للرواية:

تتناول الرواية الصراع بين العقل والقلب، والحقيقة والشعور. حيث يمثل السيد جرادجريند، وهو رجل أعمال ناجح، الفكر النفعي الذي يركز على الحقائق والأرقام، ويتجاهل العواطف والخيال.

 بينما تمثل شخصيات أخرى مثل سيسي جوب، الفتاة ذات القلب الطيب، الجانب الإنساني الذي يعارض هذا الفكر الجاف.

الأحداث الرئيسية:

تأسيس مدرسة كوكيتاون: يقرر السيد جرادغريند تأسيس مدرسة تقوم على مبدأ “الحقائق فقط”، حيث يتم تعليم الطلاب الحقائق العلمية وتجاهل كل ما هو غير ملموس.

سيسي جوب: تلتحق سيسي بالمدرسة، وهي فتاة طيبة القلب لكنها لا تستوعب النظام التعليمي الجديد. تتعرض للسخرية والاستبعاد بسبب عدم قدرتها على الحفظ والتذكر.

لوثيان: يظهر لوثيان، وهو شاب مثقف وخيالي، كقوة معارضة لفكر جرادغريند.

يحاول لوثيان أن يفتح عيون الناس على أهمية العواطف والخيال في الحياة.

التحول والتغيير: تمر الشخصيات بتجارب مختلفة تؤدي إلى تغييرات في معتقداتهم وقيمهم.

يتعلم جرادغريند قيمة العواطف، وتجد سيسي الحب والسعادة.

رسائل رواية أوقات عصيبة

أهمية التوازن: تدعو الرواية إلى تحقيق التوازن بين العقل والقلب، وبين العلم والإنسانية.

خطورة النفعية: تنتقد الرواية الفكر النفعي الذي يركز على المادة والمال على حساب القيم الإنسانية.

أهمية التعليم الحقيقي: تدعو الرواية إلى ضرورة أن يكون التعليم شاملاً، ويراعي جميع جوانب شخصية الإنسان.

أثر الرواية:

تعتبر “أوقات عصيبة” من الروايات الكلاسيكية التي لا تزال تحظى بشعبية كبيرة حتى يومنا هذا.

فهي تقدم نقدًا اجتماعيًا لاذعًا، وتطرح أسئلة مهمة حول طبيعة الإنسان والمجتمع.

شخصيات رواية “أوقات عصيبة” لتشارلز ديكنز

تتميز رواية “أوقات عصيبة” بتشكيلة واسعة من الشخصيات التي تجسد جوانب مختلفة من المجتمع الصناعي في إنجلترا خلال القرن التاسع عشر.

وتلعب  كل شخصية  دورًا حاسمًا في تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والأخلاقية التي تناولها ديكنز في روايته.

الشخصيات الرئيسية:

السيد توماس جرادغريند:

هو محور الرواية، رجل أعمال ناجح يؤمن بشكل مطلق بالحقائق والأرقام.

يسعى جاهدًا لتربية أطفاله، توم ولويزا، على أساس منطقي خالٍ من العواطف والخيال.

يمثل جرادغريند النموذج المثالي للرجل الصناعي الذي يسيطر عليه العقل النفعي.

سيسي جوب:

فتاة شابة تعمل في السيرك، تتميز بطيبتها وخيالها الواسع.

 تواجه صعوبات في التكيف مع نظام التعليم القاسي الذي يفرضه جرادغريند، وتصبح رمزًا للمقاومة ضد الفكر المادي.

لوثيان:

رجل أعمال ثري وصديق مقرب لجرادغريند.

على الرغم من ثرائه، فهو شخص وحيد ومتغطرس.

يمثل لوثيان النموذج الآخر للرجل الصناعي الذي يفتقر إلى الإنسانية.

لويزا جرادجريند:

ابنة جرادغريند، تربت على أساس منطقي خالٍ من العواطف.

تتزوج لوثيان رغبة منها في إرضاء والدها، ولكنها تعاني من الزواج التعس.

شخصيات أخرى مهمة:

توم جرادغريند: ابن جرادغريند الأصغر، يميل إلى التمرد على قيود والده.

ستيفن بلاكبول: عامل فقير يعيش حياة صعبة، ويقع في حب لويزا.

السيدة سبراسيت: مدبرة منزل لوثيان، امرأة متدينة ومتحفظة.

رايت: عامل في مصنع لوثيان، يصبح صديقًا لستيفن.

ملخص شامل لرواية “أوقات عصيبة” لتشارلز ديكنز

توماس جراند هو تاجر ثري متقاعد في مدينه كوك تاون الصناعية بانجلترا.

 يكرس حياته لفلسفة العقلانية والمصلحة الذاتية والحقيقة.

 أنشأ جراند ابنته لويزا وابنه توم وهما أكبر أطفاله وفقا لهذه الفلسفة، ولم يسمح لهما قط بالتفكير في تحقيق أشياء خيالية.

أسس توماس جراند مدرسة وسمح لإحدى الطالبات وهي سيسي جيوب اللطيفة والمفعمة بالخيال بالبقاء في بيته مع أطفاله بعد اختفاء والدها فنان السيرك.

مع تقدم  ابني جراد جراند في السن، أصبح توم متذوقا ومتعطشا للمصلحة الذاتية مثل أبيه. 

 بينما كانت لويزا تكافح مع ارتباكها الداخلي العميق، وتصارع ما تشعر به بما تعلمته من فلسفة أبيها.

اتبعت لويزا وجهة نظر أبيها، لكنها ظلت تشعر كما لو أنها تفتقد شيئًا مهمًا في حياتها.

زواج لويزا

في النهاية، تزوجت لويزا من صديق والدها لوثيان، وهو صاحب مصنع ثري ومصرفي يبلغ عمره أكثر من ضعف عمرها.

يفتخر لوثيان دائمًا وعلانية بنفسه كرجل عصامي رمته والدته في الشارع عندما كان رضيعًا.

يتدرب توم في بنك لوثيان، بينما لا تزال سيسي في منزل لرعاية الأطفال الصغار.

في غضون ذلك، يعاني العامل في المصنع الفقير، ستيفن بلاكبول، بسبب حبه لريتشل، وهي عاملة مصنع فقيرة مثله.

إنه غير قادر على الزواج منها لأنه متزوج بالفعل من امرأة مخيفة ومرعبة تختفي لأشهر وحتى سنوات.

في كل مرة، يزور ستيفن لوثيان، ليسأل عن الطلاق، لكنه يعلم أن الأثرياء فقط ، هم من يمكنهم الحصول عليه..”

خارج المنزل، يلتقي بالسيدة باجلر، وهي امرأة عجوز غريبة لديها اهتمام غامض بلوثيان.

وصول هارت هاوث

يصل جيمس هارت هاوس، وهو شاب ثري من لندن، إلى كوك تاون لبدء حياته السياسية كتلميذ لجراد جريند، وهو الآن عضو في البرلمان.

يهتم هارت هاوس على الفور بلويزا ويقرر محاولة إغوائها بمساعدة غير معلنة من السيدة سبارست، الأرستقراطية السابقة التي مرت بأوقات عصيبة وتعمل الآن لدى لوثيان في محاولة إفساد لويزا.

تحاول جماعة تسمى “الأيادي”، بتحريض من المتحدث باسم نقابة العمال المنحرف سلاك بريدج، تشكيل نقابة.

فقط ستيفن هو من يرفض الانضمام إلى تلك النقابة، لأنّه يشعر أنّ الإضراب النقابي لن يؤدي إلا إلى زيادة التوترات بين أصحاب العمل والموظفين.

يتم استبعاده من قبل جماعة”الأيادي”، ثم يطرده لوثيان عندما يرفض التجسس على “الأيادي”.

أعجبت لويزا،  بنزاهة  وشجاعة ستيفن، ما دفعها لزيارته قبل أن يغادر كوك تاون لتساعده ببعض المال.

يرافق توم  لويزا ويخبر ستيفن أنه إذا انتظر خارج البنك لعدة ليال متتالية، فستأتي المساعدة إليه.

يفعل ستيفن ذلك، لكن لا تصله أي مساعدة.

في النهاية، يحزم أمتعته ويغادر كوك تاون على أمل العثور على عمل زراعي في الريف.

سرقة البنك

بعد ذلك بوقت قصير، تتم سرقة البنك، ويصبح المشتبه به الوحيد هو “ستيفن”،

ينظر إلى ستيفن على أنه اليد المختفية التي شوهدت تتسكع خارج البنك لعدة ليالٍ قبل أن تختفي من المدينة.

تشهد السيدة سبارسيت إعلان هارت هاوس حبه للويزا.

وتوافق لويزا على مقابلته في كوك تاون في وقت لاحق من تلك الليلة.

لكنها تهرب إلى منزل والدها، حيث تعترف بشكل بائس لجراد جريند، بأن نشأتها قد قادتها إلى أن تكون متزوجة من رجل لا تحبه.

وهي الآن  تشعر أنها منفصلة عن مشاعرها، وغير سعيدة للغاية، وربما واقعة في حب هارت هاوس.

تنهار لويزا على الأرض ويبدأ جراد جريند المصدوم في توبيخ ذاته؛ لإدراكه عيوب فلسفته الخاصة بالمصلحة الذاتية العقلانية.

سيسي التي تحب لويزابعمق، تزور هارت هاوس وتقنعه بمغادره كوك تاون إلى الأبد.

يضاعف لوثيان الغاضب من ترك زوجته له جهوده للقبض على ستيفن .

عندما يحاول ستيفن العودة لتبرئة اسمه، يسقط في حفرة تعدين تسمى أولد هيل شفت.

تكتشفه ريتشيل ولويزا ، لكنه يموت بعد فترة وجيزة من وداع عاطفي لريتشيل.

توم السارق

يدرك جراد جريند ولويزا، أن توم هو المسئول الحقيقي عن سرقة البنك ، ويرتبان لإخراجه من إنجلترا بمساعدة فناني السيرك، الذين أمضت سيسي طفولتها المبكرة معهم .

يكادان ينجحان لكن يوقفهما باتسر، الشاب الذي ذهب إلى مدرسة جراد جراند، والذي يجسد كل صفات العقلانية التي اعتنقها جراد جراند ذات مرة.

يرتب ساليري مالك السيرك اللطيف لإفلات توم من قبضة باتسر، فيهرب السارق الشاب من إنجلترا في نهاية المطاف .

السيدة سبراسيت بحرصها على مساعدة السيد لوثيان في العثور على اللصوص، تجر السيدة باجلر وهي زميلة معروفة لستيفن بلاك بول لرؤية لوثيان، معتقدة أن السيدة باجلر شاهدة محتملة .

يتراجع لوثيان ويتضح أن السيدة باجلر هي حقا أمه المحبة التي منعها من زيارته ، فلوثيان لم يكن رجل عصامي على الإطلاق .

بغضب يطرد لوثيان السيدة سبراسيت، ويرسلها بعيدا إلى أقاربها الذين لا يحبونها .

موت لوثيان

بعد خمس سنوات يموت لوثيان وحيدا في شوارع كوكيتاون.

يتخلى جراد جريند عن فلسفته عن الحقيقة ويكرس سلطته  السياسية لمساعدة الفقراء .

يدرك توم خطأ سلوكه، ولكنه يموت من دون أن يرى عائلته مرة أخرى .

في نفس الوقت تتزوج سيسي وتصبح لديها عائلة كبيرة ومحبة.

بينما لم تتزوج لويزا مرة أخرى، ولم تنجب أطفالا ، ورغم ذلك فإن لويزا محبوبة من قبل عائلة سيسي.

تتعلم لويزا أخيرا كيف تشعر بالتعاطف مع إخوانها من البشر .