كتب

مخاوف من انهيار سد النهضة بسبب الانهيارات الأرضية في أثيوبيا

أدت الانهيارات الأرضية التي حدثت في أثيوبيا مؤخرا لتجدد المخاوف المتعلقة بانهيار سد النهضة

وسط ما يحدث في أثيوبيا خلال الأيام الأخيرة من انهيارات وانزلاقات أرضية  نتيجة الأمطار الغزيرة التي تضرب البلاد، والتي من المتوقع أن تستمر على مدار الشهرين المقبلين، أثيرت  من جديد المخاوف حول إمكانية انهيار سد النهضة الإثيوبي.

وأدت الانهيارات الأرضية إلى مقتل وفقدان نحو 200 شخصا ، بجانب الخسائر المادية الكبيرة في الممتلكات، ومع استمرار هطول الأمطار  وبدء الملىء الخامس للسد الأثيوبي ، برزت المخاوف المتعلقة بانهيار سد النهضة ، لاسيما في ظل تقارير تشير إلى زيادة حدة تلك الأمطار خلال الفترة المقبلة، وإمكانية حدوث زلزلال في منطقة السد.

تأثير الانهيارات على سد النهضة

قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيوليوجيا في جامعة القاهرة، إن الانزلاقات الحالية لن تؤثر مباشرة على سد النهضة، لأنه بعيد عن المنطقة التي حدثت فيها الانهيارات، لكن الأزمة تكمن في أن مياه الأمطار من هذه المناطق تحمل معها كتلًا صخرية تصل إلى السد وتترسب فيه.

وأضاف خبير المياه المصري، أن هذه الكتل تقلل من العمر الافتراضي للسد، خاصة  أن عمر السد  يقاس بكمية الطمي التي تملأ بحيرته، بجانب أن الحسابات أظهرت أن الطمي يقلل من السعة التخزينية للسد بمقدار مليار متر مكعب كل خمس سنوات.

وأشار الدكتور عباس شراقي، إلى أن سد النهضة بعيد عن الانزلاقات الأرضية الحالية في إثيوبيا، موضحًا أن هناك نوعين من الجبال في إثيوبيا، الأول يتكون من طبقات، وهو الذي تحدث فيه الانزلاقات الطميية وامتصاص المياه، ما يؤدي إلى ما يُعرف بـ”الانزلاق الأرضي” والآخر عبارة عن جبال بركانية، والتي تشهد انزلاقات أو امتصاص للمياه، ولكنها قد تتعرض لتساقط كتل صخرية.

صورة لسد النهضة الأثيوبي أثناء مرحلة الإنشاء

ولفت شراقي، أن السد الأثيوبي، يواجه خطرا كبيرا بسبب ما يحدث حاليا، بسبب التصميم الإنشائي الخاص به  والذي يخالف ضوابط تصميم السدود في العالم.

ويتألف السد الأثيوبي  من سد رئيسي خرساني يمتد على مجرى نهر النيل الأزرق بطول 1800 متر وارتفاع حوالي 145 مترًا، وسد مكمل السرج يمتد على طول 5 كم بارتفاع نحو 50 مترًا.

ويقع سد النهضة  في نهاية النيل الأزرق في منطقة بني شنقول جوموز ، على بعد نحو 20-40 كم من الحدود السودانية ، خط عرض 11 درجة 6 شمالا، طول 35 درجة 9 شرقا، على ارتفاع نحو 500-600 متر فوق سطح البحر. ويصل متوسّط الأمطار في منطقة السد إلى نحو 800 مم/سنة .

سعة تخزين سد النهضة

تبلغ السعة التخزينية  لسد النهضة نحو 74 مليار متر مكعب من المياه ، ويبلغ حجم المياه المخزنة في السد قبل الملىء الرابع،  الذي قامت به الحكومة الإثيوبية في العام الماضي، إلى نحو 23 مليار متر مكعب .

وبدأ موسم الأمطار في إثيوبيا والسودان في شهر يونيو الماضي، وزادت حدته خلال يوليو الحالي، مع توقعات بارتفاع حصيلة الأمطار خلال شهري أغسطس وسبتمبر المقبلين، حيث جاء موسم الأمطار بمعدلات أعلى من المتوسط في العديد من مناطق السودان وإثيوبيا، وسط  توقعات الأرصاد بارتفاع معدل الأمطار على إثيوبيا، وعلى أغلب أنحاء السودان.

الملىء  الخامس

ويتزامن موسم سقوط الأمطار على السودان وأثيوبيا ومناطق في جنوب مصر، مع بدء الملىء الخامس  لسد النهضة، يوم 17 يوليو الجاري، وارتفع  منسوب بحيرة سد النهضة  في نهاية الملىء الرابع سبتمبر الماضي، إلى معدل 41 مليار متر مكعب، وسط توقعات باستمرار التخزين الخامس حتى الأسبوع الثانى من شهر سبتمبر 2024، ليصل إلى 64 مليار م3 بمنسوب 640 مترا فوق  سطح البحر.

وعقب شروع الحكومة الأثيوبية في الملىء الرابع منتصف العام الماضي، حذر الدكتور عباس شراقي من أن هذه الكميات الضخمة من المياه تشكل ضغطا ووزنا هائلا وكبيرا يحدث لأول مرة على منطقة السد مما يعطي فرصة كبيرة لحدوث هبوط وانزلاقات، مرجحا زيادة  فرصة حدوث زلازل خاصة وأن هذه المنطقة بها العديد من الفوالق والتشققات.

وكشف الخبير المصري، أن دراسات علمية كثيرة حذرت من هبوط أرضي في موقع السد خاصة أن إثيوبيا من أكثر الدول معاناة من مشكلة شدة انجراف التربة، فضلا عن أن مياه النيل الأزرق تنحدر بشدة من 1800 متر عند بحيرة تانا إلى 500 متر عند سد النهضة، مما يشكل فيضانات كبيرة، مشيرا إلى أن السد والبحيرة يتواجدان على فوالق من العصر الكمبري، بالإضافة إلى أن صخور منطقة السد “جرانيتية” وشديدة التحلل.

وذكر أن المخاوف تزداد بسبب وقوع السد في منطقة معروفة بنشاطها الزلزالي المرتفع نتيجة كثرة التصدعات والشقوق وحركة القشرة الأرضية، مشيرا إلى أن دراسات علمية سابقة صنفت السد ضمن المشروعات الأكثر خطورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى