عقد رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مؤتمراً صحفياً مساء أمس، الثلاثاء، أكد فيه أن الهجوم على قادة حماس
في العاصمة القطرية الدوحة كان مخططاً له منذ أشهر،
مشدداً على أن “القتلة الذين أغرنا عليهم اليوم هم أولئك الذين بادروا وخططوا وأرسلوا واحتفلوا بالمجزرة الفظيعة التي حصلت”.
وفي خطوة تصعيدية غير مسبوقة، شنت إسرائيل غارات جوية على العاصمة القطرية الدوحة،
استهدفت قيادات بارزة في حركة حماس، في عملية وصفتها إسرائيل بأنها تأتي في إطار ملاحقة المسؤولين عن هجوم 7 أكتوبر.
تعهد بملاحقة “قيادة حماس”
وفي كلمته، تعهد نتنياهو بملاحقة كل من شارك في الهجوم على إسرائيل، مستشهدًا بنص من التوراة:
“سألاحق أعدائي وسأطالهم، ولن أعود حتى أقضي عليهم”.
وأضاف: “نحن بشكل ممنهج نصل إليهم، ومعاً سنقاتل وبعون الله معاً سننتصر”.
وأشار إلى أن العالم الديمقراطي قد ينسى ما حدث في السابع من أكتوبر، لكن “إسرائيل لن تنسى ذلك أبداً”.
مسؤولية إسرائيلية كاملة وتبرئة للولايات المتحدة
في محاولة لتبرئة ساحة الولايات المتحدة من أي مسؤولية عن الهجوم الإسرائيلي على قطر،
أكد نتنياهو أن “إسرائيل عملت بشكل مستقل، ونحن نتحمل المسؤولية الكاملة لهذه الأعمال”.
وأوضح أن الهجوم قد “يفتح الباب نحو نهاية الحرب في غزة”، مشيراً إلى أن إسرائيل
“قبلت المبادئ التي اقترحها الرئيس ترامب لوضع حد لهذه الحرب مع إطلاق سراح الأسرى بشكل كامل”.
رسالة لسكان غزة ووعود بالسلام
ووجه نتنياهو رسالة مباشرة إلى سكان غزة، محذراً إياهم من قادة حماس، قائلاً: “هؤلاء الإرهابيون لا يكترثون بسلامتكم… يستخدمونكم كدروع بشرية”.
ودعاهم إلى “عدم الثقة بهؤلاء الذين وصفهم بالقتلة” وقبول مقترح ترامب، واعداً إياهم بـ”مستقبل مختلف” إذا تخلوا عن قادة الحركة.
واشنطن تنفي علمها بالهجوم وتعتبره “فرصة للسلام”
في تطور لافت، سارعت الإدارة الأمريكية إلى النأي بنفسها عن الغارات الإسرائيلية على الدوحة.
وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في بيان رسمي، أنه لم يكن لديه علم مسبق بالهجوم،
مؤكداً أن ما حدث كان قراراً إسرائيلياً خالصاً.
وفي تصريحات لاحقة، أشار ترامب إلى أن الهجوم الإسرائيلي قد يمثل “فرصة للسلام” في المنطقة،
خاصة إذا ما تم تبني مقترحاته لإنهاء الصراع في غزة.
وقد اعتبر مراقبون أن تصريحات ترامب تهدف إلى تهدئة التوترات مع قطر من جهة، ودفع الطرفين
نحو طاولة المفاوضات من جهة أخرى، رغم حساسية الوضع الراهن.
قطر تدين الغارات الإسرائيلية
عبّرت قطر عن إدانتها الشديدة للغارات الإسرائيلية على أراضيها، ووصفتها بأنها “انتهاك سافر للقوانين الدولية” و”تجاوز خطير لسيادة دولة ذات سيادة”.
وأكدت وزارة الخارجية القطرية في بيان رسمي أن هذه الأعمال العدوانية لن تمنع الدوحة من مواصلة جهودها
في الوساطة من أجل تحقيق السلام في المنطقة.
ونفت قطر بشكل قاطع المزاعم الإسرائيلية بوجود علم مسبق لديها بالهجوم، مؤكدة أن الهجوم شكل مفاجأة وصدمة لدولة قطر
التي تستضيف المقر السياسي لقيادات حركة حماس في إطار وساطتها بين الحركة وإسرائيل.
إدانات عربية ودولية للهجوم الإسرائيلي على قطر
من جانبها أعربت العديد من الدول العربية عن إدانتها للغارات الإسرائيلية على قطر،
واصفة إياها بالانتهاك الصارخ للسيادة القطرية والقوانين الدولية.
وأكدت البيانات الرسمية الصادرة من هذه الدول على تضامنها مع الدوحة.
وكانت أبرز الإدانات من القاهرة والرياض والرباط والجزائر والإمارات
كمادانَت العديد من الدول الكبرى الغارات الإسرائيلية على قطر، واعتبرتها تصعيدًا خطيرًا ينتهك سيادة دولة ذات سيادة.
وقد عبّرت هذه الدول عن قلقها البالغ من تداعيات هذا الهجوم على استقرار المنطقة.
وأصدرت كل من فرنسا وألمانيا والصين وروسيا وإيطاليا والمملكة المتحدة بيانات أدانت فيها الانتهاكات الإسرائيلية لسيادة قطر .
