توقيت ومكان الحادث.. شكوك حول أسباب تحطم مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي؟
كان الغموض قد أحاط بالحادث

كتب- رضا جمال خليل
لقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان والوفد المرافق له مصرعهم، أمس الأحد، إثر تحطم طائرة هليكوبتر كانت تقلهم إلى محافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي البلاد.
وعل الرغم من أن حادث سقوط المروحية، يبدومنطقيا بسبب التضاريس الوعرة والمناخ السىء في تلك المنطقة بجانب المشاكل التقنية التي يعاني منها قطاع الطيران الإيراني بسبب العقوبات الأمريكية والغربية.
غير أن توقيت ومكان الحادث وحالة الغموض التي خيمت عليه لساعات أثارت العديد من الشكوك حول احتمال أن يكون الحادث مدبرا، فمن هم المشتبه بهم في حادث مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي؟
الجناح المتشدد
من الطبيعي أن يتبادر إلى الذهن عند وقوع أية حوادث داخل إيران، أن الموساد الإسرائيلي هو المتهم الأول الذي يقف ورائها ، لكن هذا الحادث ليست إسرائيل هي المتهم الأول، لكن الجناح المتشدد في النظام الإيراني والذي كان رافضا بشدة لسياسة رئيسي التصالحية لاسيما مع الدول المجاورة، يبدو المشتبه به الأول الذي تحوم حوله معظم الشكوك .
وبالرغم من أن رئيسي كان محسوبا على التيار المحافظ في إيران غير أن سياسته التصالحية مع جميع دول المنطقة لاسيما العربية ، والتي قادها وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان الذي لقى مصرعه أيضا، كانت تنم عن أن رئيسي وعبداللهيان يقودان تغييرا حقيقيا في سياسة إيران الخارجية والداخلية بالطبع.
ولعل الترحيب الذي لقيه رئيسي من جانب معظم الدول العربية التي كانت تختلف بشده مع سياسة النظام الإيراني الحالي لعقود طويلة، أكدت أن رئيسي يحمل مشروعا إصلاحيا حقيقيا وليس مجرد مشروعا للدعاية كما كان في عهد سلفه الرئيس حسن روحاني .
لذلك فإن التيار المعادي لهذه السياسة، ربما يكون مستفيدا من وفاة رئيسي، لاسيما أن إبراهيم رئيسي وفقا لعدد كبير من المتخصصين في الشأن الإيراني كان المرشح الأول لخلافة المرشد الأعلى على خامنئي 85 عاما ، بجانب ابن المرشد مجتبي خامنئي والذي يبلغ من العمر 54 عاما، ولا يعرف عن سياسته وآرائه إلا القليل.
ويسيطر هذا التيار على الحرس الثوري الإيراني، وهو المؤسسة العسكرية غير الرسمية التي ظلت تتحكم في سياسة إيران العسكرية والخارجية لعقود، قبل أن تتوارى بعض الشىء عقب اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في 2020 ، إثر ضربة بطائرة أمريكية مسيرة.
إسرائيل واغتيال رئيسي
تظل إسرائيل متلازمة في أيه اتهامات أو شكوك تتعلق بعمليات الاغتيال في إيران ، وقبل حادث رئيسي قامت إسرائيل بعدة عمليات استهدفت قادة كبار من الحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان ، كان آخرها قصف مبنى ملحق بالقنصلية الإيرانية في دمشق في 1إبرايل( نيسان) 2024، وهو ما ردت عليه إيران بإطلاق 300 صاروخ باليستي ومجنح ومسيرة على إسرائيل وهو الأمر الذي حدث للمرة الأولى في تاريخ العداء بين البلدين .
وكان رد إسرائيل على الهجوم غير المسبوق ضيفا للغاية، إذ اقتصر على الرمزية بعدما شنت إسرائيل هجوما بطائرات مسيرة على قاعدة جوية بالقرب من مدينة أصفهان بوسط البلاد.
وقالت مجلة التايم الأمريكية، إن موقع الحادث يشجع على إثارة الشكوك حول احتمال تورط إسرائيل في اغتيال الرئيس الإيراني ووزير خارجيته ، فقد سقطت مروحية الرئيس في غابة جبلية بالقرب من الحدود مع أذربيجان، وهي الدولة الأقل ودية بين جيران إيران، ويرجع ذلك كونها تحتفظ بعلاقات قوية مع إسرائيل ، ولها تاريخ في التعاون مع جهاز الموساد .
حوادث الطيران في إيران
أعاد إعلان حادث سقوط وتحطم طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إلى الأذهان حوادث مماثلة تعرض لها رؤساء سابقون في إيران، ومن بينهم أول رئيس بعد سقوط نظاه الشاه في إيران أبو الحسن بني صدر ، والرئيس الأسبق محمودأحمدي نجاد.
ففي 16 أغسطس (آب) عام 1980، تعرضت طائرة هليكوبتر كانت تقل أبو الحسن بني صدر لعطل ، لكنه نجا ومرافقوه من الحادثة .
والجدير بالذكر أن الرئيس أبو الحسن بني صدر كان أول رئيس بعد الثورة الإيرانية، ودب بينه وبين مرشد الثورة الإيرانية روح الله الخميني خلافا شديدا، بعدما اتهمه الخميني بضعف الأداء في الحرب الإيرانية العراقية، لتتم تنحيته عن الرئاسة في 10 يونيو (حزيران) 1881، لمعارضته استمرار الحرب مع العراق،وبعد اغتيال عدد من مؤيديه في الحكم هرب أبو الحسن الصدر إلى فرنسا وظل مقيما بها حتى توفي في 2021 .
وفي الثاني من يونيو (حزيران) عام 2013 تعرضت طائرة هليكوبتر كانت تقل الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد لحادثة في جبال البرز وسط البلاد، فيما لم يصب أي من ركاب الطائرة بأذى.
وكان نجاد في طريقه لافتتاح نفق في منطقة البرز ، لكن طائرته تعرضت لعطل قبل وصوله والوفد المرافق له إلى مكان المشروع الجديد.