سينما

فيلم “البحر الأزرق العميق”.. قصة زوجة في مهب الشغف والخيانة

يُعتبر فيلم “البحر الأزرق العميق”The Deep Blue Sea من الأعمال  الروائية التي تتناول قضية الخيانة الزوجية بسبب الفراغ العاطفي والشغف .

والفيلم للمخرج البريطاني تيرينس ديفيز، والذي عرض في عام 2011 .

وهو مقتبس من مسرحية شهيرة للكاتب البريطاني تيرينس راتيجان، كُتبت عام 1952.

على الرغم من أن فيلم The Deep Blue Sea مأخوذ عن مسرحية، إلا أنه يقدم القصة بطريقة سينمائية بحتة، مما يجعل من الصعب تخيلها في أي وسيلة أخرى.

 ينسجم هذا مع اهتمام ديفيز الدائم بتصوير إنجلترا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، والتعبير عن الإرادة الأنثوية في بيئة ذكورية تقليدية.

ومع ذلك، يبقى الفيلم البريطاني The Deep Blue Sea في النهاية مخلصًا للنص الأصلي لراتيجان، حتى مع محاولة ديفيز إضفاء طابعه الخاص عليه.

يظهر ذلك في بعض الجوانب، مثل افتقار الفيلم إلى الطابع الخالد، حيث يركز بشكل كبير على فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية .

، مما قد يجعله يبدو أقل ارتباطًا بالجمهور الحديث.

على الرغم من ذلك، يظل فيلم البحر الأزرق العميق، دراما شخصية قوية ومؤثرة، تتناول المشاعر الإنسانية بشكل عميق.

صحيح أن بعض التفاصيل مرتبطة بفترة زمنية محددة، ولكن المشاعر التي يجسدها الفيلم تتجاوز الزمان والمكان.”

البحر الأزرق العميق
الممثلة البريطانية راشيل وايز

موضوعات فيلم البحر الأزرق العميق

يتناول كل من الفيلم والمسرحية “البحر الأزرق العميق” مجموعة متنوعة من الموضوعات المعقدة والمتشابكة، والتي تشمل:

الحب والشغف:  يستكشف العمل العلاقة المعقدة بين الحب والشغف، وكيف يمكن أن يؤدي الشغف المدمر إلى تدمير الذات والآخرين.

يتضح ذلك من خلال علاقة هيستر وفريدي، التي تحركها الشهوة أكثر من الحب الحقيقي.

الزواج والخيانة: يتناول العمل مؤسسة الزواج، وكيف يمكن أن يتحول إلى سجن عاطفي إذا خلا من الحب والشغف.

وتعكس الخيانة الزوجية لهيستر هذا الفراغ العاطفي الذي تعيشه.

الطبقية الاجتماعية: يلمح العمل إلى الفوارق الطبقية في المجتمع البريطاني في فترة ما بعد الحرب، وكيف يمكن أن تؤثر هذه الفوارق على العلاقات الإنسانية.

القيود الاجتماعية: يناقش العمل القيود الاجتماعية التي تواجه المرأة في المجتمع، وكيف يمكن أن تحد من حريتها وخياراتها.

هيستر تكافح ضد هذه القيود وتختار أن تعيش وفقًا لرغباتها، حتى لو كان ذلك يعني تحدي الأعراف الاجتماعية.

اليأس والأمل: يعكس العمل حالة اليأس التي تعيشها هيستر.

لكنه يلمح أيضًا إلى إمكانية وجود أمل في المستقبل، حتى في أحلك الظروف.

شخصيات فيلم البحر الأزرق العميق

فيلم “البحر الأزرق العميق” من إخراج تيرانس ديفيز، يضم مجموعة من الشخصيات الرئيسية التي تلعب دورًا هامًا في تطور القصة.

هيستر كولير: هي الشخصية المحورية في الفيلم.

زوجة قاضٍ بريطاني مرموق، تعيش حالة من الفراغ العاطفي.

مما يدفعها إلى إقامة علاقة غرامية مع طيار في سلاح الجو الملكي البريطاني.

تكشف شخصيتها عن صراع داخلي عميق بين رغباتها وواجباتها، وتجسد معاناتها في اتخاذ قرارات مصيرية.

فريدي بيج:  الطيار الذي يدخل حياة هيستر ويشعل فيها شرارة الحب والشغف.

يمثل شخصية جذابة ومتهورة، لكنه يعاني أيضًا من صراعاته الخاصة وتجارب الماضي.

السير ويليام كولير: زوج هيستر، القاضي المحترم والتقليدي.

يمثل الاستقرار والأمان، لكنه يفتقر إلى الشغف العاطفي الذي تتوق إليه زوجته.

شخصيات ثانوية: الفيلم يزخر بشخصيات ثانوية تلعب دورًا في دعم القصة وتوضيح جوانب مختلفة من حياة هيستر.

من بين هذه الشخصيات:

السيدة إلتون:  جارة هيستر التي تقدم لها الدعم والنصيحة.

والدة كولير:  والدة زوج هيستر، تمثل الجيل القديم والتقاليد.

جاكي جاكسون:  صديقة هيستر المقربة.

فيليب ويلش:  صديق فريدي.

البحر الأزرق العميق
راشيل وايز تجسد شخصية هيستر كولير في فيلم البحر الأزرق العميق

قصة فيلم البحر الأزرق العميقThe Deep Blue Sea

“البحر الأزرق العميق”The Deep Blue Sea يحكي قصة السيدة هيستر كولير (راشيل وايز)، الزوجة الخانعة للسير ويليام كولير (سايمون راسل بيل).

والتي تجد نفسها في خضم علاقة غرامية مع محارب قديم يدعى فريدي بيج (توم هيدلستون).

يبدأ الفيلم بمشهد محاولتها للانتحار في شقة متواضعة تقيم بها مع فريدي.

من خلال هذا المشهد، نغوص في ذكرياتها عن لقائهما الأول.

والأسباب التي دفعتها إلى الخيانة و أحضان رجل آخر بعيدًا عن زواجها من ويليام.

لكن الجزء الأكثر أهمية في الفيلم يتمحور حول اكتشافها التدريجي لحقيقة أن حبها لفريدي لم يكن بنفس القدر من الشغف الذي يكنه هو لها.

والذي يمكن وصفه بدقة أكبر بأنه انجذاب جنسي طاغٍ، يتجاوز المشاعرالعميقة التي تحملها هي تجاهه.

عنوان الفيلم، المستوحى من التعبير “بين الشيطان والبحر الأزرق العميق”، يجسد المأزق الرهيب الذي تعيشه هيستر.

 فهي عالقة بين الدفء المريح الخالي من الشغف الذي يقدمه زوجها، وبين الشهوة المدمرة التي تستهلكها من قبل عشيقها.

يضعها السيناريو في موقف لا يمكنها فيه الفوز، حيث لا يوجد حل ناجح لأزمتها.

النهاية التي تصل إليها هيستر في الفيلم، هي، في أفضل الأحوال، مجرد احتمال من بين العديد من الاحتمالات القاتمة.

يُطِر المخرج تيرينس ديفيز هذه القصة بزوج من اللقطات المتتبعة المتشابهة.

يبدأ الفيلم بالانتقال إلى مبنى ثم إلى نافذة، وينتهي بالانتقال إلى أسفل من النافذة بعيدًا عن المبنى.

والصورة الأولى والأخيرة التي نراها هي من أنقاض مبنى دمر في غارة جوية ولم يتم ترميمه.

من الواضح أنه يساوي هيستر بإنجلترا ما بعد الحرب التي لم تعد قادرة على أن تكون قوة عالمية.

واضطرت إلى إيجاد طريقة ما لإعادة بناء نفسها لتصبح أفضل دولة ممكنة من ما تبقى.

إنها استعارة متفائلة بحذر – اللقطة الافتتاحية مظلمة، لذا لا يمكننا رؤية سوى الأنقاض.

لكن اللقطة الأخيرة كانت أثناء النهار ويمكننا رؤية المباني القديمة الشامخة في لندن ترتفع من بين الأنقاض – واستعارة يدفعها ديفيز بحماس شديد.

نهاية فيلم البحر الأزرق العميق The Deep Blue Sea

على الرغم من أن فيلم “البحر الأزرق العميق” The Deep Blue Sea مقتبس عن مسرحية تحمل نفس الاسم للكاتب تيرنس راتيجان، إلا أن هناك بعض الاختلافات الرئيسية بينهما، خاصة في النهاية.

في المسرحية، تعود هيستر في النهاية إلى زوجها، السير ويليام كولير، بعد فشل علاقتها بفريدي.

تقرر هيستر أن الواجب والاستقرار الذي يوفره لها زوجها أهم من الحب والشغف المدمر الذي كانت تشعر به تجاه فريدي.

أما في الفيلم، فإن النهاية تكون أكثر انفتاحًا وغموضًا.

 فبعد أن يرحل فريدي، تترك هيستر المنزل الذي كانت تعيش فيه معه، لكنها لا تعود إلى زوجها.

بدلاً من ذلك، تبدو هيستر وكأنها تتجه نحو مستقبل غير مؤكد، لكنه يحمل في طياته إمكانية الحرية والاستقلال..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى